حاوره / مهنَّد شريفة
لقد صار للتقنيات الحديثة دور حيوي وهام في حيواتنا بوجه عام وفي الحياة الثقافية بوجه خاص فلم يعد بالوسع الإستغناء عن هذا الدور أو حتى محاولة تحجيمه بل كان الأدعى هو مواكبته واللحاق بقاطرة تطوره الصاروخي، الأمر الذي بات ينسحب على جميع مناحي ومقتضيات المجتمع.
قبل أيام قليلة أعلن الروائي الصاعد “أحمد البخاري” عن إطلاق موقعه الإلكتروني الأول والذي جاء كمكتبة متكاملة تضم أعمال الكاتب الروائية والقصصية ومقالاته وترجماته وتدويناته، إضافة لتضمينه منصة البودكاست أو الإذاعة الصوتية، وفي ضوء ذلك كان لنا حوار مع الروائي والكاتب “أحمد البخاري” ليُحدّثنا بتفصيل أكثر عن موقعه الجديد وأهم خصائصه واستراتيجية الموقع المستقبلية.
قمت مؤخرًا باطلاق موقعًا إلكترونيًا على الشبكة العنكبوتية يحمل اسمك حدّثنا عن تفاصيل هذا الموقع ؟
هو موقع إلكتروني يمكنك أن تطلع من خلال تصفحه على كل إنتاجي.. سواء التدويني كمقالات أو قصص أو روايات.. أو إنتاجي الصوتي والمرئي.. كالبودكاسات الصوتية أو المرئية.. أيضاً يحتوي الموقع على لقاءات وحوارات.. قمت بإجراءها أو تم إجراءها معي.. أيضاً يحتوي الموقع على النشاطات التي أقوم بها سواء على المستوى الثقافي والفكري.. أو المستوى الإنساني.. وأيضاً كل ما يتعلق بما أكتبه في الإعلام والصحافة.. لكن أهم قسم في نظري هو القسم الذي يحتوي على المقالات المتسلسلة.. التي أنشرها أو سبق ونشرتها في مواقع أخرى.. أهمها مثلاً سلسلة مقالات “قضية المرأة بين رجعية الصادق النيهوم وحداثة يوسف القويري” التي أقارن فيها نظرة المرأة في كتابات النيهوم والقويري.. أيضاً هناك سلسلة “قصة الشريعة” التي أستعرض فيها قصة تكوّن الشريعة الإسلامية ومتى بدء تشكيلها.. أيضاً هناك مسلسل “بلاد إسمها نورستان” وهو مسلسل كوميدي لاقى نجاح لم أكن أتوقعه في الموقع..
الموقع يحتوي على عدة فروع وأقسام لعل من أبرزها اتاحة امكانية الحصول على أعمالك الروائية سواء بنسخة ورقية أو بصيغة صوتية، هل ستتوفر على الموقع مستقبلاً كتب لمؤلفين آخرين ؟
نعم.. أهم أقسام الموقع في نظري هو إتاحة أعمالي الروائية للشراء من خلال المتجر.. وهي صعوبة كانت تواجه العديد من القراء ممن يودون اقتناء الروايات ويعيشون في أوروبا مثلاً حيث لا تتوفر متاجر أو مكتبات كتب عربية قريبة.. لذا ساعدتنا التكنولوجيا على توفير الروايات لهم.. بالنسبة لإمكانية توفير كتب لمؤلفين آخرين مستقبلاً على الموقع.. نعم.. لما لا.. نرحّب بكل تأكيد..
قسم الإذاعة الصوتية أو (البودكاست) فكرة تبدو صائبة من خلال إعادة تقديم قراءات موضوعية متنوعة لأفكار وأطروحات الكتّاب والمفكرين على نحو أنضج، هل لديك أولوية في الموقع لإجراء مناظرات أو حوارات مفتوحة في هذا الصدد؟
نعم.. برامج البودكاسات التي قمت بها تعد أهم الإنتاجات التي سعيد جداً بإنتاجها ووجودها في الموقع.. قدمت بودكاست “تحت الغلاف” الذي سيتحوّل إلى بودكاست مرئي في القريب العاجل.. هذا البودكاست العزيز إلى قلبي هو بودكاست صوتي يقدّم قراءة لمفكرين وكتّاب من خلال الغوص في كتبهم، ومحاولة فهم أفكارهم المتواجدة تحت أغلفة هذه الكتب.. أيضاً قمت بالعديد من الحوارات مع عدد من الشخصيات التي سعدت بالتحاور معها في شؤون فكرية وإنسانية وحياتية.. كالمترجم الشهير هشام فهمي مثلاً والسياسية فريدة العباني.. لم نقم بأي مناظرات أو حوارات متعددة من قبل.. ولكن نعم لما لا.. أتمنى في المستقبل أن نطلق بودكاسات للحوار والمناظرات.. ويكون الموقع ساحة للتحاور وفضاء مفتوح لتبادل الآراء بشكل حر وبدون قيود.
تحدّثت عن أن الهدف من إنشاء الموقع هو احتواء المواد التي تقوم على نشرها لضمان أرشفتها وحفظها من الضياع فضلاً عن الاضاءة على أنشطتك الإبداعية، كم من الزمن استغرق عملك في تجهيز الموقع؟
أستغرق العمل ستة أشهر.. وما زال الموقع في نشاط وعمل دائم فالموقع في تجديد وإضافة مستمرة.
ما هي الخصائص التي قد يتضمنها الموقع مستقبلاً؟
سنركز في المستقبل على الترجمة والنسخة الإنجليزية والألمانية.. كما أن الموقع سيقدم الكثير من التراجم من أعمال إنجليزية وألمانية أقوم بترجمتها إلى العربية.. أيضاً سيتطور الموقع ليتضمن في المستقبل ورشات كتابة وقراءة ونقد.. وأيضاً حوارات تفاعلية مباشرة يمكن لأي شخص الاشتراك بها عبر تفاعل البث المباشر.. مع طبعاً استمرار نشر أعمالي القادمة كالمقالات وحلقات البودكاست الجديدة والقصص..
كلمة أخيرة : –
شكراً لاهتمامكم بالموقع.. وأتمنى أن يصبح الموقع في المستقبل ليس محصوراً في إنتاجي فقط.. ولكن يصبح موقع ثقافي فكري للجميع.. يتبادلون فيه الحوارات والآراء في فضاء حر مفتوح.. ويجدون فيه كل ما يتمنونه من ثقافة وفكر ومتعة أدبية.. وهي دعوة للجميع منذ الآن للانضمام والتفاعل والاتصال بي لأي اقتراحات عبر الموقع نفسه.. وشكراً.
