مهجة الأصفر
اهدي هذا النص إلي العم الغالي جبير المليحان
صديق أبي وأمي صاحب الرواية الرائعة أبناء الأدهم
أصل الحكاية إن شابا اسمه أجا من العماليق، عشق فتاة اسمها سلمى ورفض أهلها تزويجها له، فهربا وطاردهما القوم وأمسكوا بهما بين جبلين قرب مدينة حائل، وهناك قتلوهما وصلبوهما وسمي الجبلين باسمهما أجا وسلمى حتى اليوم.
غناء مِنْهَاد المتقطع
رنين الصوت ..
شدّه الحزن
شدّه الألم
عود مغموس في رمالِ أجا
عينان واسعتان حزينتان
كمها اصطادوا رفيقها
بكاء شديد ألهبت جفنيها. .
احمرار الخدين
فقاعة سوداء ليست بخال
بكاء كرنين في الحايل ..
البنية خشفُ مسّها جدري
فقاعات سوداء ..
تحتها آبار حمراء
مرض لعين
يقتل طفلة بريئة..
أعشاب مداوية بلا جدوى
أحضان أجا دافئة
ريع طويل في جبل الطريف..
جدران متآكله ..
أثواب مهترئة..
أغصان يابسة..
أناس بائسة ..
عطورُ فائحة
خنجر ملوث بالدماء ..
ذئاب متربصة..
عظام يخضبها الشقاء ..
شفتان حمراوان كالتوت البري ..
كهف موِحش كظلام الليل..
هدأت الأصوات وكأن يوم الحساب قد حان..
يا سلمى حبيبة قلبي
لقد طردني ولم يعطني إياك ..
يا لَها من صفعة
صايل بطل ..
أنقذ العصفور ..
آه خسر حياته ..
من أجل عصفور ..
قاوم الذئاب صارع الرياح ..
صارع البردِ
حمل الخنجر في فمه
ويداه متشبثتان بصخور الوادي ..
هو يصعد ويبحث
طعن كل الرؤوسِ ..
ثيابه تمزقت.
ازداد خوفا ..
ازداد قلقا..
ازداد عواء الذئاب الغادرة
اختبأ في غار صغير ..
رابطا رجله المهشمة
تجمدت عروقه ..
لم يفقد الأمل ..
غنّى ..
غنّى. .
ازداد الألم ..
صار في خطر صامت ..
صايل خائف..
صايل مرتعب..
الذئاب تشاجرت
من أجل الفوز ..
بفريسة أنقذت عصفور..
الذئب الجريحِ أكلته الذئاب..
أين الوفاءِ..
افتراس لابن جلدتك
الذئاب تحفر .. تحفر ..
الوادي عميق ..
تمسك بجذور نبات السلي ..
صايل مدفنه في الغار
يزوره عصفور باكٍ
الحب لا يعرف المهن..
إنه راعي..
تحضنه العشيقة ..
يهاجران بعيدا …
تشرب من ماء العين …
تملأ السعادة قلبها ..
الحمار حامل الأثقال..
يتألم كثيرا
من شدة القهرِ..
من شدة الحزن ..
يحمل الأحزان صامتا …
لا يركض إلي أماكن يحبها، لا إلى النجران ولا حتى قسيم، ابها، عسير، الظهران، بريده، حايل سكاكا، رفحاء، عرعر، تبوك الدوادمي، بيشه، وادي الدواسر، جازان الطايف، جدة، ينبع، والمدينة الجميلة الدمام.
يحمل تعبا مرهقا
قلبي مرهق .. يكاد يتوقف
ببجج تنعكس في وجهي غيوم..
منها غيمة.. مذعورة في جوف الليلِ..
تغنيِ بهمسٍ .. تبكي
ضحكتها تقتل الرجالَ..
عشقا .. فتنة
إياكِ أن تضحكين لرجل!
لم يعرف القوم عن عشق اجا و سلمي..
إنها قرية سهل ولن توطئها قدم يا قوم طالما راسي يتنفس الهواء..
دماء اجا تتقاطر من خلفِ الجبل
خصلات من سلمي تحت الجبلِ
شعر أسود اللون..
وجه دائري كشمس..
ترفرف أجنحة النصر …
تقبل العشيق من الثغر
تبتسم تبتهج..
كبهجتي وريقة عندما أنجبت سلمي …
تحلق عاليا تصرخ باسمِ اجا أحبك ..
يكاد يخال ما قالته. ..
يرفرف قلبه إلي سابع عرش
يحتضنها ويأكل رغيف الخبز و اللبن..
*جبير المليحان راوية أبناء الأدهم