سناء الزاوي
أُوشك على الغرق
داخل حنجرتي فيضان يجري
من يخرج جُثث الفراشات التي بداخلي !
كيف لنا يا الله! أنّ نبني مدينة آخرى ..
يملؤُها الحب والفن ..
يملؤها رائحة الياسمين
الطمأنينة التي لا يتخللها الخوف ..
يملؤها دعاء الأمهات ..
وأحلام الأطفال
حكايات الأجداد عن أمجادهم ..
والحلوى التي تُخبئها الجدّات في جُعبتهم ..
يا الله كيف لنا !
أن نأتي بشعراء آخرين
يضمُرون جراحهم ويخرجوها لنا على هيئة قصائد تنزف
يرثون هذه الأرواح…
كيف لنا أنّ نغرس أيدينا في الماء لاسترجاعهم…!
كيف لنا أن نسمع صُراخهم تحت كل هذه الصخور الثقيلة !
يا الله هذه المدينة لا تستحق أنّ تستنشق رائحة جُثث أحبابهم عوضاً عن رائحة البحر والزهر ..
كيف لهم أن يعبرون مجدداً تلك الشوارع ،دون أنّ يغصون بجراحهم ..!
كيف لهم أنّ لا يتذكروا أطفال المدينة وفرحتهم بكُرة جديدة
وفساتين الصغيرات على أرصفة الشوارع !!
وقصص الحُب التي تفضحها الأعين!
والرسائل التي بللتها الماء قبل أنّ تُقرأ …
أسألك يا الله
أنّ تحمي ماتبقى لنا من هذه المدينة
لأجل كل تلك الأرواح التي رحلت إليك..