قصص قصيرة جدا
استياء
سار في مظاهرة مناهضة للنظام. خشي البوليس السري. لجمه ضجيج أحلامه. ضاق مرفأ ذاكرته. وتبخرت أمنياته.
سرت/2013م
_______________
نازح
قهرته ظروفه.. لفظه المجتمع..
_____________
هجر
حملت خطواتها ورحلت مخترقة الضباب. راح يراقب طرف ردائها الذي عقل رجليها، وكأنه يمني نفسه الإمساك به كيما يضل أثرها! انتصف النهار. توارت خلف كثبان صحراء الهجر. ابتلعتها أمواج السراب. منهكآ بحمل حسراته عاد أدراجه يجمع حصى الرمل التي وطأتها قدميها. يبللها بآهاته. يرمم بها نوافذ قلبه.
2014.12.12م
__________________
شرود
في زقاق ضيق، لفت نظري رجل يهمس بنداء دافئ خجول.. اقتربت وبحياء دنوت منه. بصوت خفات سألته:ما بك؟ لم يرد. تمتمت في سري: يا له من مسكين!؟ سحبت نفسي إلى فيء شجرة هجليج حين هممت بالجلوس، وخزتني شوكة حادة. وكم كانت دهشتي لما اكتشفت انني كنت أحدث ظلي!؟
2015.9.9م
________
العار
في احدى نزواته، تراءت له ذات مساء، تحت ظل غيمة راحلة، امرأة يطوق سوار مهيب جيدها. تلف على معصمها، شالاً مزركشاً يشعل نار إغرائها. تفترش رمال الشاطئ. قطرات الماء المتطايرة من موج البحر، تبلل ثيابها. تفصح أكثر عن تفاصيل أنوثتها. تعبث أصابع يديها بحبات الرمل، المتناثرة على صدرها. تارة كانت تبتسم له، وأخرى تقطب حاجبيها. خلع ثوب الحشمة. تقمص جلد الفجور. استدعى جيوش رغباته. سعى جاهدا لإشباع شهوته. إقترب منها. التقيا. وحين التصق جسداهما، كان الشيطان مختبئا، يلعق قفاه. يؤرخ للفضيحة، بحبر الخزي على ورقة العار.
2016.4.27م
_____________
فجيعة
الإهداء: إلى روح إبني فراس.
مغمض العينان هرول خلف الركب. كانت اصوات الهتافات تخترق سكون القرية: يسقط النظام! هديل الحمام المنتشر بالساحة سكت. طغت على موسيقاه فوضى صياح المتظاهرين.
فجأة سمع إيعازاً يأمره: إلى الوراء در! وحين أشاح بوجهه ملتفتاً، كانت سياط الوجع ترسم على ظهره وشم الندامة.
_____________
أرق
جفاه النعاس.. تمنى الظفر بغيمة سبات ماطرة..
سرت/2014م
_____________
انكسار
هرولت وراء نبض قلبها.. وحين لملمت أنفاسها؛ ذرت ريح الهجر آمالها..
2016.5.17
______________
طقوس
عبثت بأزرار قميصه.. أفسد أحمر شفاهها..
طابلينو/2019
____________
جنون
تلاشت طلاسم ذاكرته.. مضغها الموت..
سرت/2014م
2 تعليقات
حين يأخذنا حلم التألق إلى ضفاف نهر طيوب السرد في هذا الموقع الأدبي العريق الذي تأسس في سنة 2000م وكان له الفضل الكبير في إبراز الحركة الأدبية ليس على الساحة الليبية فحسب بل على الساحتين العربية والعالمية ؛حيث أخذ على عاتقه نشر درر الأدب بمختلف صنوفه وبشتى المشارب وبحيادية ومهنية لا تؤسس إلا للإبداع وحسب..حين يأخذنا ذلك الحلم غالبا ما يرسو زورقنا الخجول على شاطئ موطن الإبداع بلد الطيوب..شكرا كبيرة لموقع الطيوب وتحيتي وعبق السرد..
_درمشاكي_
الشكر موصول لك أخي حسين .. ولإبداعاتك التي نسعد بنشرها عبر موقع بلد الطيوب!!