إياد حمودة – سوريا
إلى علي حميشة في عيد ميلاده..عش طويلاً وأكتب كثيراً
..
قبل أغنيةٍ تدور عبر الراديو..
وقبل دائرة اللهب الزرقاء
تمتد يدٌ من تحت اللحاف..لإطفاء المنبه
يدٌ تهرشُ وجه الأرض..
تشدّ ياقة ماء الصنبور..
وتخرّبُ نيرفانا الحبق الأخضر..
يدٌ تمارسُ عادة القهوة..
ولمس عناوين الكتب النافرة
ثم..
تتفقّدُ طابور الملابس المعلقة في الخزانة..
كأنها جنرالٌ..وكأنهم جنود
يدٌ..
تكمشُ مقبض الباب..
يدٌ..
تفتح علبة سردين النهار
/
لست صخرةً..
ولا الريح تنحتك
لست حرشفةً..
ولا الماء يشيلك
أنت مدينةُ الناسين..
وبابها..
وسككها
دجاجها..وكلابها..وسماسرتها
حدائقها المخبولة..مقاهيها العطنة..
المشاة..العابرون الوسخون..
يدوسون على فمك..
يفتّتون بتلات كلماتك
يزيلون بصمات قبلاتك..
وأنت..وحيد
أنت..أخير
أكثر مما.. تظن.