المقالة

الليبيون وصلوا إلى أمريكا قبل كولومبوس

فتاة ترجع أصولها إلى قبيلة (الزوني) الليبية القديمة (الصورة: الكاتب)

(1)

وصل الليبيون إلى القارة الأمريكية قبل كولومبس بثلاثين قرنا… هذه الفرضية تطاردني منذ أكثر من أربعين عاما. لقد سمعتُ هذه الجملة أول مرة في بداية السبعينات من القرن الماضي. سمعتُها من “ماريانا دانيال”؛ أستاذة الأدب الإنجليزي بجامعة كامبردج حيث درستُ الأدب

يومها لم أصدق “ماريانا” عندما قالت لي أن أجدادها القدماء هم من الليبيين الذين وصلوا إلى القارة الأمريكية قبل “كولومبوس” بثلاثين قرنا والذين يعيشون الآن بولاية (نيو مكسيكو) بجنوب أمريكا الشمالية.

لم أصدقها هي التي لا أنكر أن لها الفضل في معرفتي بشعر “ت.س. إليوت”  وكتابات “فرجينيا وولف”. لقد نصحتني بترجمة “أغنية الحب لج ألفرد بروفوروك” أثناء إقامتي بمدينة كامبردج وهي الترجمة التي نشرت بعد نصيحة الشاعر الراحل “علي الفزاني” في صحيفة الحقيقة الليبية في العام التالي. أما “فيرجينيا” وولف فقد كتبتُ عن انتحارها قصيدة بعنوان (امرأة تحت الماء) نشرت بديواني الثاني (رحلة الأعمى).

تم تواصل غزير بيني وبين الأستاذة “ماريانا”.. حيث وصلتني منها عشرات الرسائل على صندوق بريدي بمدينة بنغازي الحامل للرقم 2250.

الغريب أننا في مراسلاتنا لم نتناول مواضيع خارجة عن الأدب الإنجليزي ولم نتطرق للأصول الليبية لبعض قبائل الهنود الحمر، كأن الأمر بقي سرا بيننا لا نتناوله في بريد يخضع للمراقبة كم جرت العادة.

تركتُ ليبيا، وأضعت في أسفاري عنوان “ماريانا” وحين عدت لأول مرة لبلدي وجدتُ عشرات الرسائل التي لم يرد عليها.

أنقطع اتصالي بـ”ماريانا” وما كنتُ لأتذكر موضوع الهنود الحمر إلا في بداية التسعينات في فترة إقامتي بكندا. هناك عرفت من بعض المؤرخين عن حقيقة ما قالت “ماريانا” وكان علي أن أدرس الأمر في هدوء.

(2)

يتناول المؤرخ جيم بايلي في كتاب يحمل عنوان (الإبحار إلى الجنة) قصة وصول الليبيين إلى القارة الجديدة وعن فكرة وصولهم إلى نهر (سان لوران) حيث تم العثور على بقايا سفن في عمق النهر تشبه بقايا (مراكب) الليبيين الذين كانوا يرسلون فيها موتاهم إلى الجنة. لقد تم ذلك عن طريق قوارب صغيرة يأخذها اليم.

لم يكن ذلك الاكتشاف هو الوحيد الذي يذهب نحو نظرية وصول الليبيين إلى القارة الأمريكية قبل كولومبوس بل قام العديد من المؤرخين بمحاولة إثبات أن مضيق (بهرنج) لم يكن الطريق الوحيد لانتقال الحضارات القديمة إلى القارة الجديدة.

وكانت فكرة المؤرخين الأمريكيين أن الليبيين وصلوا إلى هناك للتجارة وبالتحديد تجارة النحاس، وأنهم انتقلوا بعدها من مناطق نهر (سان لوران) شمالا إلى جنوب أمريكا الشمالية وبالتحديد عند ولايتي (نيو مكسيكو) والـ(أريزونا) حيث وجدوا مناخا يشبه الصحراء التي منها أتوا، واحتفظوا بعادات وتقاليد صارمة وبقوا على دين عصرهم حين كانوا يعبدون القمرَ.

هذه الدراسات التي نشرها المؤرخون الأمريكيون تحتاج إلى عودة لمزيد من التفاصيل.

(3)

بقى أن نقول أن ليبيا التي يكتب عنها المؤرخون هي تلك التي تمتد حدودها من واحة سيوة إلى جنوب طنجة. وتعرف القبيلة التي أصولها ليبية بقبيلة (الزوني) والتي منهم هذه السيدة التي بالصورة.

وللموضوع بقية…

مقالات ذات علاقة

شعر المهجر 

عادل بشير الصاري

الرجل الأخير في طرابلس

المشرف العام

فلسطين ليس لها بديل

أحمد الفيتوري

اترك تعليق