
سَالَ من ثَغركِ الحَديثُ نَدِيَّا
لكأنّي أذوب شيًّا فشيَّا
.
وكأنّ الكلامَ يُصبِحُ أجفانَ
فَتِيٍّ تَغِطُّ في شَفَتَيّا
.
صَمّني صوتُك النّسيمُ، كأنْ لم
أكُ من قبل شاعرًا عَبقريّا
.
فإذا بالنّجوم تغدو عيونًا
تتملّى مصباحك السِّحْرِيَّا
.
وإذا بي أمسَيْتُ
..مِنْ بَعْدِ أَنْ كُنْتُ من الإنسِ..
كوكبًا دُرِّيَّا
.
زُرقةُ البحرِ بين جفنيكِ أمّي
تتحدّاه موجَه الزّئبقيّا
.
وتُربّي في حضن أيِّ مساء
كنتِهِ البدرَ ضَوءكِ اللّيزريّا
.
رعشَةٌ بي من كلِّ نبرةِ صوتٍ
ورَنينٍ من فيكِ فرَّ إِلَيَّا
.
سيّدي الوقتُ: لا تَمرَّ سَريعًا
وقْتَما سَالَ صَوتُ أمِّي نَدِيَّا
.
سيّدي الوقتُ: إنَّ في صوتِها ما
يَمنحُ الأفقَ قوسَه القَزَحِيَّا
.
ويُتيهُ المدى وقد تنكِرُ الأرضُ
“جنونا” غِلافَها الجَوِّيَّا