طيوب المراجعات

الإنشاء؛ مكانته وأهميته في التعليم

كتابة
كتابة

إن اللغة العربية هي لسان الأمة العربية، نزل بها القرآن الكريم، وكُتب بها الحديث الشريف، وسجل تاريخنا العربي في تراثه الأدبي والفكري، والتواصل من سموّ رقيها، وانتماء أفرادها، واعتزازاً بعلومها وعلمائها، والإنشاء فرع من فروع اللغة العربية، ويعد من العلوم الأدبية الهامة؛ فبواسطة كتابة الإنشاء تصل الفكرة إلى القارئ والسامع، وهو صنعة ومهارة فكرية وأدبية وعلمية، يعمل صاحبها على التنسيق بين الكلمات والمعاني، وأخذ رقاب بعضها البعض، فتتناسق أسلوباً رشيقاً يؤدي المعنى المراد إيصاله للمتلقي، وللإنشاء مكانة في المراحل التعليمية، وهذا العلم له مكانة كبيرة في الدراسات الأدبية لا سيما في مادة اللغة العربية.

وفي هذا الشأن قدمت ورقة بحث في المؤتمر العلمي الثاني للمعلمين بتاجوراء سنة: 2019م، وكان عنوانها (الإنشاء؛ مكانته وأهميته في التعليم) وكان البحث يتضمن الآتي:

مشكلة البحث:

لاحظت إهمالا كبيرا في فترة التدريس بالمراحل التعليمية بالمدارس في موضوع الإنشاء، حيث يكلف المعلم الطالب كتابة موضوع الإنشاء دون الاهتمام بأهمية الموضوع والفكرة، وطريقة سردها في الكتابة، وكذلك لا حظت الفقر اللغوي والفكري عند العديد من الطلاب في الدراسة التعليمية، فأغلبهم يعجزون عن كتابة أفكارهم، وسرد موضوعاتهم في مختلف المجالات العلمية والأدبية؛ حيث أصبح الفشل واضحاً في الكتابة الإنشائية.

  • الاستعانة بالموضوعات الجاهزة هي آفة كبيرة، فنجد الطالب يعتمد اعتمادا واسعاً على الوسائل الالكترونية في الكتابة.
  • الابتعاد عن القراءة، وطريقة ربط الأفكار، واتساع الخيال، وعمق الفكرة، والتأليف في الموضوع الإنشائي، مشكلة عسيرة عند الطالب
  • في المرحلتين الإعدادية والثانوية.
  • التقيد بالموضوع الإنشائي وتكراره في سنوات متعددة ؛ أضعف القدرة اللغوية عند الطالب والمعلم معا؛ فكانت النتيجة جمود الفكر، وتعطيل حركة الموضوع.

أهمية الدراسة:

يعتبر الإنشاء من الدعائم الهامة في اللغة العربية؛ فعن طريق الكتابة الإنشائية نقرأ الصحف والمجلات والكتب المتنوعة،، ويتعلم الطالب كيف يكتب، وماذا يختار في تعبيره، وما هي الموضوعات القريبة من نفسه وحياته ومجتمعه، وبالإنشاء نستطيع التعرف على ميوله الأدبية، ومواهبه المتنوعة، والإنشاء حصن اللغة العربية، ورفعاً لقامتها اللغوية، وبحر واسع في الأدب يتمثل في القصة والمقالة وكتابة الخواطر، وهي تعلم الطالب فن الإلقاء، وطريقة عرض موضوعه أمام الأخرين، والإنشاء ينير درب المعلم في كثرة المطالعة وقراءة الكتب.

 أهداف الدراسة:

وضع رؤية علمية شاملة، تهدف إلى الرقي باللغة العربية في المراحل التعليمية المختلفة عن طريق مادة الإنشاء.

وتحتوي الدراسة على التمهيد وهو بعنوان: (الإنشاء في القديم والحديث) تابعت معنى كلمة الإنشاء في اللغة والاصطلاح، واستعمال الإنشاء في القديم حيث عرفت الإنشاء منذ القدم، واختلفت مسمياتها، وتعددت مفرداتها، وأنارت الكتابة العربية الإنشاء أو التعبير وهي مدلولات متقاربة في المعنى، كما اهتم القدماء الأوائل اهتماماً واسعا بالكتابة الإنشائية، فالكتابة على مر العصور اعتبرت من أشرف مناصب الدنيا بعد الخلافة، وللكتابة مكانة عالية عندهم، فقد اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم عددا من الكتاب، قدرتهم بعض المصادر بما يزيد عن الثلاثين كتابا، وتميزت كتابتهم بوضوح المعنى والبيان، وبلاغة الألفاظ، حيث اختصت الإنشاء في تسجيل يومياتهم في العمل وشؤون الدولة ومؤسساتها، وكان السرد التاريخي مختصرا من عهد الرسول ثم الخلافة وصولا إلى العصر الحديث وضحت كيف اهتم السابقين من العلماء والمفكرين في هذا الفن العريق ووقفت في العصر الحديث حيث أخذت اتجاهات متعددة نذكر منها المقالة والقصة القصيرة والرواية والخاطرة وقصيدة النثر، وأصبحت الكتابة الإنشائية أكثر اهتماما من الفنون الأخرى، واهتمت الصحافة بأقلام الكتاب في كتابة المعرفة المتنوعة، وأصبحت الكتابة الإنشائية تأخذ مساحة كبيرة في الصحف والمجلات، وتقود الأفكار العلمية والتقارير المتعددة الأغراض تحت اسم الصحيفة أو المجلة، وهذا النشاط الثقافي مكن القارئ بمستوياته المختلفة أن يقرأ ويتابع الأخبار المتنوعة، فأصبح قارئا واعياً يعرف ما يدور حوله بفضل الصحافة، وهكذا عبرت الكتابة الإنشائية بمراحل مختلفة عبر العصور،وأثبتت جدارتها في القديم والحديث.

تنقسم الدراسة إلى الفصل الأول: وكان بعنوان (أهمية الإنشاء في المراحل التعليمية) وخصصت مرحلة التعليم الأساسي والمرحلة الثانوية، وتحدثت في المبحث عن تعليم الإنشاء في التعليم الأساسي والثانوي، وأبرز آثاره العلمية والتربوية في العملية التعليمية، وفي المبحث الثاني وضحت أهمية الإنشاء في التعليم الجامعي خاصة في المراحل الأولى في الفصل التمهيدي أو دراسة المواد العامة بشكل عام في العملية التعليمية، وما الفوائد العلمية التي يجنيها الطالب من تعليم الإنشاء في دراساتهم.

الفصل الثاني: عنوانه (علاج الضعف في الكتابة الإنشائية) في هذا الفصل حاولت وضع الصورة المثلى لتحقيق النجاح النظري والتطبيقي في الكتابة الإنشائية، حيث تكلمت في  المبحث الأول عن دور المعلم في مادة الإنشاء سواء أكان معلم اللغة العربية أم غيرها، وهذا الدور يتضمن  طرق التدريس، والوسائل التعليمية، والتعبير الشفهي والتحريري، أما المبحث الثاني: بعنوان (الطالب ومادة الإنشاء) يتحدث عن الطالب وقدرته اللغوية والفكرية، وكيف يكتب موضوعه، وكيف ينطلق بأفكاره التعبيرية من الفصل إلى خارجه .

وخرجت الورقة البحثية بتوصيات الباحثة تتضمن الآتي:

  1. تنشئة  المعلم تنشئة صحيحة في كيفية فتح آفاق القراءة والكتابة في جميع التخصصات الدراسية.
  2. تأليف منهج بعنوان ( منهج الإنشاء التعليمي) وفق التخصص، حتى يستطيع المعلم السير في الطريق الصحيح، فمثال تكون موضوعات الإنشاء في التاريخ وفق علم التاريخ، وكذلك في العلوم الأخرى.
  3. المتابعة الدقيقة والهامة من إدارة التفتيش التربوي حتى نضمن نجاح الطريقة التعليمية وتطبيقها عند المعلم والطالب.
  4. قيام ورش عمل مكثفة، تتمثل في النشاطات الأدبية المختلفة، وأبرزها الإنشاء الذي يدور في التخصصات الأدبية المختلفة، فنضمن للمجتمع صلاح أبنائه، وتحول الكتابة التحريرية إلى تطبيق عملي يتحقق في نجاح العملية التعليمية، وهذا يزيد من الوعي والثقافة والتطور، وعدم التراجع في التخصصات الأدبية أمام التخصصات العلمية، وبذلك نكسب القدرات البشرية التي تدخل في قطاع الإعلام والصحافة، أما التخصص العلمي نحرص على الكتابة العلمية والتقارير الفنية، وطريقة عرض الموضوع، وتنظيم أفكار الطالب في الكتابة التحريرية.

مقالات ذات علاقة

المسرح الليبي في العهد العثماني الثاني.. تأسيس وواقع

المشرف العام

رواية “حرباء في حديقتي”… عن الحياة في بنـغازي إبان السبـعينيات

المشرف العام

أحمد إبراهيم الفقيه يُفسّر الحالة الكلبية

مهند سليمان

اترك تعليق