كتب الشاعرُ الأسباني فيديركو غارثيا لوركا في رثاء ِ صديقهِ إنياثيو مصارعِ الثيران أجملَ البكائيات؛ واحدة من تلك البكائيات بعنوان ”الساعة الخامسة بعض الظهر” القصيدة التي يظهر فيها الشاعر تأثره بسورة الرحمن من القرآن الكريم والقصيدة الأخرى هي قصيدة “La cogida y la muerte” أو “اللعنة والموت” والتي منها هذه الأبيات:
“لا أُريدُ أنْ أراه
لا أريدُ أنْ أرى الدَمَ المُراق
قلْ للقمر
لا أريدُ أنْ أرى الدَمَ المُراق
دمه إنياثيو
دمه
دمه
لا أريدُ أنْ أرى الدَمَ المُراق
على التُراب“
كان إنياثيو سانثيس ماخيا مصارعًا مشهورا في الأندلس؛ عرفته كل أسبانيا وأعتبرته أكثرَ المصارعين شجاعة وإن أتهمه أعداؤه بالتهور.. يُصابُ في شبابه إصابة خطيرة تبعده عن الحلبة ليصبح بعدها أديبا وفنانًا ومحاضرًا بجامعة كولومبيا الأمريكية ويشتهر بمحاضراته عن “دون كيخوته”، لكن الحنينَ إلى الحلبة يجره إلى العودة لمصارعة الثور “Granadino” الذي كان مشهورا وكان إنياثيو وقتها في الثالثة والأربعين من عمره.
في الساعة الخامسة من بعد ظهر الحادي عشر من أغسطس عام 1934 يهجم الثورُ غرونادينو على إنياثيو ليوقع المصارع أرضًا فيُروى تراب الحلبة هذه بدماء المصارع لا دم الثورِ كما هي العادة.
يقول الكاتب الفرنسي برونو دوسي: في أغسطس 1936 يقفُ لوركا إلى الجدار واقفًا في إنتظار رصاصات الإعدام. في تلك الساعةِ من الفجر يتذكر لوركا مشهدا: الثور الذي يهاجم والقرنَ الذي يخترق بطنَ المصارع الذي يبقى واقفًا أمام مصيره وذلك الدم المراق على التراب.
لم يتمكن لوركا من رؤية دم صديقه إنياثيو فيدير رأسه..
كذلك فعل الجلادون بعد أن أطلقوا رصاصاتهم في صدر فيديركو!