عبدالرحمن امنيصير
أيـا عصفوري المهاجر..
إن كنتَ تريدُ الرّحيل لستُ بمانعكَ!
رغم ضحكاتنـا وبكائنـا سوياً..
إلا أنكَ ذاتَ مرةٍ أخبرتني بعدما انتهيت من إطعامك وترقرت معدتك بالطعام لتنسى من كان السّبب فيه أولاً وأخيراً..
أننـا لسنا سوى مجرد أصدقاء!
وها أنـا الآن أقف خلف نافذتي المكسورة حيثما كان لقائنـا الأول، ألمحُ جناحيكَ يرفرفان نحو الأفق السّحيق
يغمزان لأحلامي بطرفها لتنثر بريق أملٍ يبعثر عبر شق النافذة الصغير، فتتلألئ ثم كالنجم تتقدُ..
لطـالمـا اعتبرتُكَ جزءً لا يتجزأ منّي، أتذكُر أول مرةٍ رأيتُكَ فيها؟
كنتَ تبدو شاحب الوجه، تقفُ على هامشِ الحياة حتّى النسيمُ يستطيعُ جعلك تسافرُ بعيداً.. اعتنيت بكَ فرجعَت طلّتُكَ البهيةُ، لوّنتُ ريشكَ بألوانٍ خلابةٍ كأنكَ وُلدتَ من جديدٍ!
أدّكرُ عندمـا أصبتُ بقرحٍ جسيمٍ وأنت تلفُّ الضّمادةَ حول معصمي قلتَ حينها:
– سأكون شفائك
متى استبدلت الفاء بالقاف؟
اليوم أنـا أُجازى على تعبي واعتنائي المفرط برحيلكَ مع تلكَ العصفورة الوغدة مع ابتسامةِ غرورٍ عريضةٍ فرحةٍ لانتصارها عليّ وأخذكَ قصيًّا
سـلامٌ عليكَ إن لم تكنْ وفيًا، فمـا نسيتُ ذكرانـا وما نسيتُ مضيًا!