قصة

ضباب…

من أعمال التشكيلي علي المنتصر

ـــ يا له من ضباب!

ـــ من أنت؟

ـــ ضباب.

ـــ مراد؟

ـــ ضباب.. ضباااااااب.

ـــ سمعتك.. لماذا تنهق؟

ـــ على ذِكْر النهيق.. أنا أبحث عن حمار أشهب ضائع منذ البارحة.

ـــ تبحث عن حمار أشهب في الضباب؟!

ـــ حماري لونه مميّز.

ـــ ليس هناك مميّز في الحمير.. كلها حمير.

ـــ احترم نفسك.

ـــ يوم مضبِّب.. كلامك مبلول.

ـــ ألم تشرق الشمس بعد؟

ـــ نحن في الضحى.

ـــ الحمد لله أن الأولاد وصلوا المدرسة قبل الضباب.

ـــ هل أنت هذا الخيال الذي يتحرك عن يميني؟

ـــ كيف أعرف أنني عن يمينك؟

ـــ واااااو.. شيء ما لمسني.

ـــ لعله حماري.

ـــ لا.. هذا الشيء ملمسه وَبَري.

ـــ قبل أن يعم الضباب رأيت ذئباً في الجوار.

ـــ أسمعُ وقْعَ حوافر بعيداً.

ـــ أنا أمدّ يديَّ أمامي.

ـــ هذا أفضل.. حتى لا يصطدم بك أي حمار.

ـــ خفق أجنحة فوق رأسي مباشرة.. كاد أن يصطدم بي هذا الغراب.

ـــ عليك أن تمد يديك فوق رأسك.

ـــ على المرء أن يكون أخطبوطاً ليمد أذرعه في كل الاتجاهات.

ـــ ربما عليه أن يكون قنفذاً متكوراً.

ـــ انتبه.. سيارة قادمة.. ابتعد عن وسط الطريق.

ـــ أي طريق؟

ـــ ابحث عن الخط الأصفر في طرف الطريق.

ـــ الطريق ليست مخططة.

ـــ السيارة تقترب.. ابتعد.

ـــ من أي اتجاه؟

ـــ ابتعد فقط.. ألا تسمع صرير العجلات؟

ـــ اسمعه من الجهتين.

ـــ اهرب.. اجفل.

ـــ في أي اتجاه؟

ـــ اهرب وخلاص.

ـــ يا ساتر.. يا سااااااتر.

ـــ … … …

… سكون.. وقع حوافر.. وعواء ذئب تحت الضباب.

(2010)

مقالات ذات علاقة

هرمون السعادة الكئيبة

جلال عثمان

النشيج

فتحي نصيب

الجنسية الكندية

محمد ناجي

اترك تعليق