أَتَعَالى اليَوْمَ عَلىَ نَفْسي
أَتْرُكُها لِهَبَاءِ الأَمْس
أُخِرجُ مِنْهَا الشَّخْصَ الآَخَر
أَبْعَثُهُ لغدِ الأَحْلام
أَجْعَلُهُ جَسَدي المتَصَاعِد
في أَنْفَاسي كَيْ أَلْقَاهُ
ذَاكَ الليْلَ العَابِرَ
شَوقاً في عَيْنَيْكِ
***
يَا سَيّدَةَ النَارِ السُفْلى
يَا مُوْقِدَةَ الظِلّ الغَارِقِ
بَيْنَ الشَمْسِ وَبَيْنَ رُكَامي
إِنّي الآَخَر
إِنّي الآن وَهَبْتُ وَليْدي
عُرْسَاً مِنْ أَعْرَاسِ جنوني
ِفيْهِ تَرَينَ الحُلُمَ المُزْهِر
يَرْسُمُ ظَمَأ الرّوحِ إلِيكِ
وجْهُ المَاءِ
يَرْوي لَيْل الشّمْسِ الأُولى
يُنْبِتُ فِيْهِ صَدَى الأَعْوام
أَجْمَلَ ذِكْرى
***
طِفْلاً كَانَ الصَمْتُ صغيراً
يَلْعَبُ فَوْق َصُرَاخِ الخَوْفِ
كَانَ يَشدُ حِبَالَ شُرودي
يُغْرِقُ صَوتي في أَحْزَاني
يُغْرِقُ حَتىَّ البوح بأن
مَذَاقُ الْحُزْن سَبِيل حَيَاتي
وَأَنّ عَذَابي قَدْ عَلّمَني
أَنَّ الدُنْيا عَروسٌ جَذْلى
تَسْعَدُ بيَنَ لَظَى الأَحْزَان
***
إِنّي الآن وَهَبْتُ صَهيِلَ حُرُوفي
لِصُرَاخِ الصَفَحَاتِ البِكْر
قَلَمي الخَائِنُ قَدْ أَرْهَقَني
قَدْ أَشْقَاني بيَنَ رَعِيلي
حتىّ ولِدت
***
إِني مَنْ أَعْيَتْهُ دِمَاؤه
تَحْتَ الجِلدِ تَصُوْغُ حَيَاتَه
جَسَدٌ خاوٍ مِنْ سَاكِنِهِ
إِني لمَ ْأَتَعَلم أَبداً
كَيْفَ أَعِيْشُ لجَسَدي وَأَبْقى
دُوْنَ رَحِيلٍ عَنْهُ إِلَيْكِ
إِنّي لمَ ْأَتَعَلّم أَني
وَطَنٌ فِيْهِ النَّاسُ جَمِيعاً
إِلا أنتِ . . .