لازلت أعنفك
أنت هناك في آخر بقعة من الكوكب
حيث يضع الغراب صغاره
كقطعة من ليل موحش
ليل صب وفراق ونحيب
مثل ليل الوطن
أسود وحزين وفجره بعيد بعيد
كما ليل القبائل الخائفة
ليل خنوع وبكاء
بعيد جدا عنك
ومع هذا أفكر كيف هما نهداك المبتليان بالصبر
أفكر في صلواتك
في سوالفك المرسلة
وحذاءك المقلوب عند عتبة الباب
وقمصانك المخذولة في الخزانة
وحجابك الغريب
وأدويتك العديدة
ونومك المهموم
أفكر في الضرر الذي يصيب روحك الآن
التلف الكبير الذي خلفه جفائي وعنادي
أنا هنا أمضغ الأيام
أحرق الغربة مع التبغ واجترار الحنين
والصلاة منفردا
أرى عدما ومفازات
أخاطب الأوقات والفراغ وشجرة غريبة لا أعرف اسمها
أكتب عن المرارة والصمود الهش
أمر بين الناس وحيدا وغريبا
أنا هنا مثل كل المنسيين الذين طال بهم البقاء
منسي يعتني بحدائق الخراب والغياب