لإبريل مشاهد ومشاعر لا تنسى في ليبيا ربما الصمتُ أبلغُ عنها من الكلام
*

هَا قَدْ عُدْتَ إِبْرِيْلُ .. وَمَا يُجْدِيْــكَ تَجْمِيْــلُ
ظَنَنْتُكَ تَنْتَحِرْ نَدَمَاً .. أَوْ يُخْفِيْــكَ تَخْجِيْــــلُ
كَرِهْنَا إِسْمَكَ جِيْلاً .. وَجِيْـــلاً إِثْـــرُهُ جِيْـلُ
مَطْلَعُ شَهْرِكَ كَذِبٌ .. وَالبَاقِي فِيْــكَ تَنْكِيْـلُ
وَكُلُّ سَاعَةٍ مِنْكَ .. كَمِثْـــلِ العَامِ تَطْوِيْـلُ
إِذَا بِنْتَ عَلَى أَرْضٍ .. أَصَابَ الزَّهْــرَ تَذْبِيـْلُ
كَأَنَّكَ نَبْتُ شَيْطَانٍ .. وَلِلطَّاغُــوْتِ إِكْلِيْـــلُ
فًأَنْتَ أَقْبَحُ طَلْعٍ .. قَـــدْ غَطَّــــاهُ تَطْبِيْـلُ
كَفَاكَ سَـــوْءَةَ الذّكْرِ .. وَلِسَـانُ الحَالِ تَدْلِيْـلُ
فَكَمْ مِحْرَابٍ دَنَّسْتَ .. لِيَعْـلُو العِلْـمَ تَجْهِيْـــلُ
وَكَمْ أَزْهَقْتَ مِنْ نَفْسٍ .. وَمَا أَرْوَاكَ تَقْتِيْـلُ
هَلْ تَذْكُرُ شَنْقَ كَعْبَارٍ .. وَهَلْ أَشْجَاكَ تَرْتِيْـلُ
هَلْ جَالَ بِقَلْبِكَ حُزْنٌ .. سَقَـى جَفْنَيْـكَ تَبْلِيْــلُ
وَهَلْ غَشَّاكَ مِنْ نَدَمٍ .. وَمِــلْءُ فِيِـــهِ تَهْلِيْـلُ
إذْ هَبَّتْ لرُوحِهِ رِيْحٌ .. غَدَتْ لِلرَّمْلِ تَحْمِيْـلُ
لَعَلَّــــهُ أُرْسِــلَ مَلَكٌ .. أَنْ أثْبُتْ، مِنَّا تَنْزِيْـلُ
لَعَمْرُكَ لَحْظَةُ أَوْبٍ .. لَوْ مَا رَانَ تَدْجِيْـــلُ
رَشِيْدٌ غَيْرُهُ ثُلَلٌ .. مَنْ ذا يُحْصِيْ تَسْجِيْلُ
سُعُودٌ،حَافِظٌ،صَالِحْ .. يَطُـوْلُ فِيْهَا تَبْجِيْـــلُ
عُمَرٌ،مَاجِدٌ، ناجـي .. فَقَطْ لِلذِّكْــرِ تَمْثِيْــــلُ
هَـذَا بَعْـضُ مَكْنُوْنِي .. سَرَى بِالنَّفْسِ تَعْلِيْـلُ
أَرَاكَ اليَوْمَ قَدْ جِئْتَ .. لِتُوْحِـي فِيْــكَ تَبْدِيْـلُ
فَحُزْنِي يَسْكُنُ قَلْبِي .. فَأَغْـرُبْ عَنِّي إِبْرِيْلُ