قصة

حكاية مشط

ها قد مر ثلاثة شهور وأنا في مكاني لا أحد يلمسني، لقد سافرت هذه المرة ولم تأخذني معها، ولكن سأظل انتظرها لست أدري الى متى لكنها ستأتي .

من أعمال التشكيلية خلود الزوي
من أعمال التشكيلية خلود الزوي

منذ عامين عندما كنت في ذلك المحل اقتربت مني، أخذتني بين يديها وبدأت تتفحصني وتقلبني يميناً ويساراً، كانت جميلة، ذات عينين واسعتين وشعر غزير كستنائي اللون، وقد رفعته أعلى عنقها وتدلي بكبرياء، خلف ظهرها.

وقعت في حبها من أول نظرة، وتمنيت ألا تعيدني إلى مكاني البائس معلقاً على ذلك الرف. وكأنها سمعت رجائي نظرت إلى صديقتها وقالت:

– سآخذه!! ليس هناك غيرة بلون بنفسجي.

كدت أطير فرحاً وهي تلقي بي للبائعة لتدفع ثمني ونغادر معاً. عندما عدنا الى البيت دخلت بي إلى غرفتها، أخرجتني من حقيبتها وأخذتني من يدي بعد أن سحبت ذلك الشريط الذي شدت به شعرها، وقد تطاير على كتفيها ودفعت بي داخل خصلاته أعناقها في شغف. كنا في كل مرة نتشابك فيها أشعر بأني أرقص على أطرافه الناعمة  …

مر وقت طويل، أنا في شوق لها، أفتقدها.

أشعر اليوم أن هناك حركة في البيت، ها هم يدخلون غرفتها ويمسحون ما تراكم فيها من غبار، حتى أنا قد نلت بعضاً منه ..

ها هي أتت، بخطوات واهنة، إنها تأتي نحوي، لما تضع هذا الغطاء على رأسها؟ يا الله ما هذا الشحوب الذي يبدو على وجهها.. يا له من غياب أرهقها وأرهقني، وقفت أمامي اقتربت أكثر ورفعت يدها ونزعته.

– يا إلهي!!! أين شعرها؟ أين سحرها؟

بدأ قلبي يخفق بشدة، وهي تمد لي يدها، أمسكتني وكأنها تمسك قيثارة تريد أن تعزف شيئاً ومررت أناملها تداعبني، ابتسمت وهي تسمع تلك الموسيقى وكأن صوتي يقول لها:

– لا عليك يا صغيرتي، أنا أحبكِ في كل حالاتك.


اليوم العالمي لمكافحة السرطان

مقالات ذات علاقة

يـلــعب

الصادق النيهوم

جرح المدائن البعيدة

جمعة بوكليب

كوشي يا ليبيا

محمد المسلاتي

2 تعليقات

Ahmad Gamal 8 فبراير, 2021 at 11:42

قصة ممتازة لكاتبة واعدة ينتظرها مستقبل مليء بالتميز و الابداع

رد
المشرف العام 8 فبراير, 2021 at 17:03

نشكر مرورك الكريم

رد

اترك تعليق