بين تصاميم إنتاج الثقافة ورمزية استدلال الهيمنة
ما دور المؤسسات التعليمية لحقل الترجمة بنياتها الأستراتيجية تكون فيها المؤثرات الفاعلة تدفع الفرد بأنشطة ثقافية تحفزه بإيجابية معرفية لإنتاج ثقافة يمارسها في التفكير؟
هذه القواعد الأولى الأساسية هي أواليات أعتقاد أولية نتاج الأفراد داخل الأسرة والمنظومة التعليمة٬ إلا أنها لا تتقبل استقبالها تقبلا سلبيا بالأعتقاد٬ وإنما عبر مكونات أنشطة مدروسة مسبقا٬ تعرض إيجابياتها المعروضة عند الممارسة الفردية٬ تتغلغل في الحاجيات الأساسية. بعدئد تتمركز عروض طلباتها من خلال تطور ألية بنية الثقافة التنطيمية٬ وفي اصطفاءها تتموضع السيطرة عليها٬ حيث جعلها “رغبات” أجتماعية بدوافع مفصل حركي أجتماعي٬ نظام حاجته الاجتماعية رغبة٬ الأنفتاح والإنقباض٬ ـ كما الفرويدية التاريخانية ـ خالصة الإنتاج في الثقافة غير المؤكدة٬ للتحول والتغير كمزاعم أساسية إلى أستثمار عوائدها داخل السياق الأجتماعي العام٬ لغرض نقلها من “مزاج غرائزي ـ نرجسي فردي” إلى أستثمار معرفي داخل المجال الأجتماعي وعيه المتغير. هذا التغير في مجال أصلاح التحولات الثقافية من “الداخل” ـ طاقة الأنفعال الغرائزيةـ المكرسة تفعيلها في رغبات عضوية جسدية٬ يتم تحويلها ضمن منظومة ثقافة الوعي الاجتماعي وردود افعال الأنشطة الاجتماعية٬ و تمثلها مركز استقطاب أساسية في “استثمار الخطاب المعرفي”٬ حيث يصبح رأس المال الرمزي خطابا٬ استثماره يتمركز معرفيا٬ ما يجعل لتتسع ترجمته رمزية مهيمنة٬ تتدافع لتتجاور معان حركة ترجمة فاعلة له٬ فيشرع واقعا حيا ملموسا من خلال تقبل وتقديم رغبة الولاء مقابل تقديره لـ”هبة/عطاء”. حيث ينشأ نرجسية خاصة بتملكه المعرفة “وعاء نرجسي غرائزي” تصوغ مرآة لرغائبه٬ تقليد احترافي٬ بمعنى أن يأخد الفرد فيه جادته٬ وهو يتلقى ويستقبل آراء الأخرين انطباعتهم٬ كي يحصد تقيما يستأنس لذاته كمالا من خلالهم.
البحث عن حسن الهبة أو الترقب لعطية تعطى بلا عوض٬ عن تقييم ذاته من خلال الآخرين٬ يستتمان توهج إطالة حفظ الحركة التفاعلية٬ وآشباع الجذر النرجسي نهمه الأولي (= الفرويدية). ألا أن ذلك لا يجعل نظرته للآفراد عادلة٬ وايضا يسبب إشكالية لهم من تقدم٬ إقرار ثمنها. لأن استعراض نتائج التقييمات وما تحققه من السلبية يمكن أن تلحق أثاراها بمشاعر وصمة عمل معيب وسلوك مشين٬ جامعة الذنب والعار٬ ويمكن أن تتنامى هذه المخاوف المرضية٬ وتتطور لأسباب تشكل عقدا عند الأفراد بسبب تعرضهم المتتالي للأحكام السلبية أنعكاس عليهم. إلى جانب موضوع الفقر في رأس المال الثقافي الأجتماعي أو نقص الأندماج به من خلال شعوره بقلة “التقدير” ونقص “الاحترام”٬ “الهبة والعطاء الاجتماعيين”٬ التي تمنح الصورة الطموحة في الشهامة٬ والتضحية٬ والمجد٬ والشرف٬ والسمعة والشهرة٬ والافتخار ٬ إلخ … . هذه الابعاد التقييمية الذائعة الصيت هي مفاتيح أساسية لمداخل فرض أسلوب الهيمنة الرمزية على أؤلئك من ليس لديهم مخزون ثقافي راسخ٬ وخلوهم من تأصيل رأس المال الرمزي الثقافي نافع٬ ما يشكل فجوة تحدي عن ضعف الاستطاعة في اتمام مواجهة ابدال الكلمات واحلال المعاني المؤولة عبر الترجمة.
المؤسسات التعليمية التابعة للسلطة القمعية٬ تمارس العنف المعرفي الرمزي٬ الدي يتأسس عبر الإكراه٬ فقط٬ من خلال التوافق على ممارسة الاستهداف على ـ الضحيةـ المهيمن عليه٬ الذي لا يسعه إلا جعل ولاءه عطاءا معرفيا توافقيا يمنح استمرار المهيمن (كسر الميم) سلطة نجاح قوة سيطرته. تلك القوة الرمزية التي تبنى من خلال فحوصات استبيان ومسح مخطط التقييم التقليدي والمتجدد الذي يتمسك به الفرد ويتخلق ثقافيا بطباع سلوك واختيار ذهني في تشييد بناء حياته٬ يرسم منهج مخطط المؤسسات التعليمية الأولية للتنشئة “الوعي الأجتماعي الابتدائي” ـ إعادة إنتاج برامج التنشيئة التربوية للثقافة الاجتماعية ـ تموضع واقعا مستمرا في تدفق الأنشطة الرمزية اليومية. تطاع فيه أنعكاسا لفعل القوة الرمزية٬ بسبب اللاوعي الثقافي وشرطية أنعكاس انصياع السلوك المحقق والمتوقع٬ وتحقيق الاهداف المخطط لتقييم نتائجها وترقب ردة افعالها المسبقة٬ ما يشكل لحراك الوعي الاجتماعي سلوك شعوري لواقع ثقافي اجتماعي٬ وقابلية فرزه بتقبل الشعور عن استقبال فاعل/غير فاعل التأثير. مما تتهيأ البرامج للأنشطة اليومية الرمزية؛ في تحسين أداء سرعة البدائل في تهيأ الوعي المنعكس٬ وآهلية استمرار أليات تطور المشاريع٬ وبرامج تحسين تنشئة المهارات الثقافية٬ استدامة قوة رمزية في المؤسسات التعليمية٬ تقييم فاعليتها هو قوة فعل الهيئة وإتمام جاهزية الاستجابة الشعورية. وإظهار ردة الفعل على القوة الرمزية عن أنصياع مركزية الذهن استجابة تعكس التوافق التأسيس الشائع٬ ذودا عن التصورات الايديولوجية الخاصة بها.
بهذا تأخذ الترجمة ميزة تطورها الرمزي هيمنة عبر مراحل٬ لسلسة متصلة من مفاصل العمليات٬ إدارة وتخطيط إنتاجها الاستراتيجي. تأخذ صورة سيل أندماج ثقافي في لغة تتوسع وتتمدد في الكيان المستهدف٬ أشبه بأندماج لا إرادي. حتى تمتثل جميع القوى ضعفها منصاعة قوة الرمزية المهيمنة٬ ثقافة في “تركيب الجملة الفاعلة” لغة تترتب فيها تراتبية الكلمات وربطها بالمعنى المقترح للمعنى٬ وعن فرضها أسلوب للتبادل اللغوي كوسيلة لتلبية التخاطب لوعي الثقافة الكلية بعامة.
فالترجمة تعبر عن القوة الرمزية للايديولوجيا أو قوة أشباع الفعل اللغوي لمنطق محمول ما ـ كمتطلب ما لحقل معين “شرطية٬ تغلغل المؤسسات الخفية باستخدام مفاهيمها الايديولوجية خلالها.” تعد استراتيجيتها قوة رمزية دافعة٬ مبنية على المكانة المكتسبة مسبقا للهيكل التنظيمي السلطوي٬ الإرضاخ التعسفي والإذعان للشروط٬ بالنسبة لبعض العلماء ينظرون٬ عن ذلك٬ بالاستجابة التلقائية٬ وتبدو تملكها طواعية ـ تمكين السيطرة عليها غرائزيا٬ بمعنى القوة الرمزية لحركتها تعتمد ردة فعل آلية. رمزية قوتها٬ تموضعها؛ مكانة المتحدث٬ وحيازته للنفوذ٬ وسعة سرعة التوظيف فيها من خلال تقبل المؤسسات التعليمية٬ ومرونة وسائل نقل واستقبال أنشطة برامج المنظومات الثقافية بضمها وإدماجها٬ وجعل أستساغتها في الممارسات اللغوية. مهارة حرفنتها ناجعة. منهم من أوقع خيار رمزية الترجمة وهيمنتها على هيمنة شبكة المؤسسات في رمزية هيمنتها وقوتها٬ والمكانة الاعتبارية لممثليها٬ مثل مؤسسات مستولدة الشروحات عنها: في تخصصات رمزية مهيمنة٬ تفسر أهمية الرمز لقوتها٬ حالها حال الدول ولغات شعوبها. حين الطبيب يمكنه إجراء العمليات٬ والمهندس ورجال الاعمال في مشروعية المشاريع وجدواها الفنية٬ والقضاة في الأحكام٬ تكون القرار بعامة مقبولة٬ أو٬ أستجابة العامة لها٬ بسبب المكانة المدعومة في تمثيل مؤسساتها٬ موقفه من وساطة القوة الرمزية٬ استخدام تراتبية الاجراءات “المقبولة” من الكلمات والجملة التخصصية الفاعلة والتبادلات الايديولوجية في المنظومة الثقافية الجامعة “وفق بنية منظومة الجاعلة مستساغة التبادلات اللغوية بعامة”٬ مشهرة تمظهر لغتها في رمز القوة٬ و اتمام الاستطاعة ممارستها للسلطة٬ قبولها أو أعتراضها٬ القاضي برمزية رداؤه ومطرقته٬ الاستاذ بقلمه ومطارق مختبراته٬ والفنان٬ والطبيب بمشرطه٬ القبطان٬ والعسكري بسلاحه٬ والاستاذ بقلمه. ولكل وحدة معرفية لها لغتها الخاصة تضمن سلاسة تابدلاتها اللغوية الشخصية هي أيضا من محال استخدام اسلوب القوة والهيمنة الرمزية في طبيعة نقل وابدال الكلمات إلى المعاني. تترجم صناعة الهيمنة وقوة رمزيتها لغويا على الأخر٬ بواسطة حصوله على موافقة من المؤسسات الداعمة٬ وليس لمكانته خارجها.
الاتصالات اللغوية وتبادلاتها تنقل بواسطة ترجمانها ـ الافراد ـ يؤدي توزيع أنتاجها المعرفي اللامتكافيء لرأس المال اللغوي٬ استطاعات ثقافية متباينة٬ تشغلها المؤهلات التنافسية قدرات أساليب ومناهج التعبير لتحقيق النتائج. هذا التوزيع اللامتكافيء للمصادر الثقافية عن اللغات المتبادلة عادة ما تكون مرتبطة بعتلتين (العرض والطلب)٬ في العرض تتحكم فيه بعامة؛ قوة الإخضاع للظرف الألزامي التي من خلاله يتم الحصول على مكتسبات حصة التوزيع٬ وفي الطلب يخضع لألية هيمنة السوق ورمزية احتياجاته الذي تمثله قوة تنافس استراتيجي للمنتجات اللغوية٬ قد تكون منتجات لغوية تقليدية لاسواق ناشئة جديدة٬ أو طلب منتجات لغة جديدة لاسواق تقليدية٬ وفي كل الأحوال يكون التوزيع المعرفي الثقافي خاضع توظيفه إلزاميا لأكتساب الأولى ظرفية شروط التحسين والمعالجة والإصلاح الاستراتيجي لبنية التوليد الخطابي بالابدال للكلمات نحو فهم المعاني٬ وتلك عادة ما تكون خاضعة بشكل رئيسي إلى انتقال ترابطها من التبادلات اللغوية في الاتصالات إلى قوة الهيمنة والانتقال برأس المال الاقتصادي والوضع الطبقي؛ السوق التعليمي والتلون الطبقي بالمواصفات اللغوية٬ ذبيعة ونوع هيكلية الهيمنة على السلوك وانطباع والتربص في القبول والرفض٬ آسلوب توظيف الاخلاقية اللغوية التي عادة ما ترتبط بدرجة من الدقة في مخطط التوزيع والتقييم التعليمي والتعلم. فإعادة الإنتاج الثقافي له طبقاته المختلفة٬ تتسم أساليب اختلافها بمنافذ درجة التعبير عند النقل والاستبدال في المعاني٬ ومناهج وسلوكيات وانطباعات متباينة لشرح وتفسير التصرفات السلوكية حال التأويل بترجمة حركات انتقالها من لغة لأخرى٬ هذه السمات عادة ما تكون خاضعة لاتجاهات الحقول المعرفية المتعددة والتابعة لطبقات اجتماعية مختلفة. عندما تجد كاتبا/مثقفا ما (يستميل دخول نشاط أجتماعي ـ ثقافي ما)٬ ولم تتم تهيئته عليه لغويا أو أندماجه أجتماعيا خلال تنشئته التعليمية والحياتية٬ سيواجه إشكالية في مهارات التنافس للحصول على رضى وقناعة رأس المال الاجتماعي ـ الثقافي من أؤلئك الذين تم تمكين رضاهم عبر تعابيرهم اللغوية٬ خصوصا في مجال تمكن ابدال الكلمات وإتمام استطاعة نقلها إلى معاني.
اخيرا٬ أن الترجمة في إعادة الإنتاج الثقافي عادة ما تشغلها التصورات التي تتعارض مع رؤية الايديولوجيا الذي يتم من خلالها تمكين تطورها في سياق تقليد المنظومة الثقافية العامة٬ وأعمال الخطاب الساعي نحو فهم إنتاج وإعادة إنتاج النظام الثقافي الاجتماعي من ناحية الايديولوجيا ونفوذها على استقبال على الوعي الفردي وتقبله٬ وهو ما يعتبر لدى البعض أمتدادا لتقليد العقلانية المحضة في نقل الاخبار والتحكم بطباع ذاكرة السلوكيات القبلية التي اعطت للترجمة الامتياز بالوقوف على التفكير الواعي الاجتماعي الثقافي على حساب السلطة أو هيكلية بنية الهيمنة ورمزية قوتها٬ مما قد يشكل للترجمة انعكاسا مباشرة على علويتها في تجاهلها ردود الفعل للسلطة القمعية٬ وتبتكر بدورها تراتبيات قوة الصراع بمواجهة القوة الرمزية للخطاب في النقل. ولهذا فإن مفهومي الترجمة في إعادة الإنتاج الثقافي لها عتلتي تحرك القوة والهيمنة الرمزيتيين٬ بمثابة اعتبار أوسع من سطوة الايديولوجيا٬ ما تشكل الترجمة توكيد البناء وإعادة الانتاج٬ كما يراها البعض٬ توكيد على مادية الايديولوجيا في تحسين إعادة الإنتاج الثقافي٬ إمكانية ابدال الكلمات واستطاعة نقلها إلى معاني مادية٬ فالتصورات للقوة الرمزية للترجمة تعطيها بعدا آعتباريا٬ وشخصيا “للترجمان” من تركيزه على التوزيع غير المتكافيء لرأس المال الثقافي الرمزي والصراع الأجتماعي على قوة اللغة وسماتها الرمزية الفاعلة. ولهذا فإن الترجمة تشكل عيارا قويا لقوة لغة الأم الرمزية٬ وعمق أوسع من مفهوم الأيديولوجيا٬ رغم اعادة تركيب ما أنفصل قطيعة عنها ـ لغة الام ـ بخصوص أنحيازها إلى الذهن. أنتهت المقالة.