يخرجُ من أكمام الحُزن
يترصدُ غزلان الغناء
و هي تبكي على أيامنا المُرة
يتركُ لنا رداءة الحُلم
و مرارة الغيم العقيم
كآخر نبيٍ قضى يائساً
في جُبِ الخذلان ..
له تباريح الليل الحزين
يوقظ النجوم من خدرها
يرتق خزنها بإبر الدبابير
و يرش وجهها بماءٍ آسنٍ
نافق الحياء ..
لن أخبركم كيف
عاش معنا و هو ميت
له أناقة ( الجوكر ) و هو يبتسم
في وجه القبح
و عباءة ( الحلاج ) وهي
تعوي في محراب الحب
بعد ركعتين قبل الخلاص حين
لا يصح وضوؤهما إلا بالدم !
كتمثال بوذي
مثقلٌ بالأحاجي و الفخاخ
له خواء الخزف المتبريء
من ظلمة الروح ،
يهذي بالشهادة
ساخراً من نبوءة الحب
لكثرةِ ما آمن بها الدراويش
و هم يحلبون الغناء من ثدي السراب !
أجل
كان هناك
في آخر الظلام
جمالٌ و رحيل
فوق رماد الورد …
/
_____________________________________
31 / 12 ديسمبر / 2019
الخُمس / ليبيا