طيوب النص

خواء

من أعمال التشكيلي عادل الفورتيه.
من أعمال التشكيلي عادل الفورتيه.


نُتوءانِ من قبسِ الظلال المعكوفة على أقواسِ الماء، ضوء لزج، حافي الانصهار، عارمٌ هلام الريح، يصمُّ آذان العابرين الغرباء، يجفّفُ حلوق التيه، ينصهر الكبريت الأحمر، تحت صلصال السفوح الصخرية المُسنّنة، يغمرُ قواقع الرمل المحدّبة، المتفجّرة من سُلالةِ البراكين المتوهّجة، تقذفُ حِمماً نيزكية، يتقشّرُ لِحاء البويضة المجرثمة، المشبّعة من ذرّةِ أدرينالين الشهوة، ضاجعها نسلُ التنين المتورّم بدمِ الفجيعة، الطائر الفضائي، نحاسي الجناحين، يمتطي على أرضِ الأساطير صهوة الأحصنة القصديرية، ينثالُ في أقبيةِ الخلاص الأزلي، على شفيرِ السديم الناري، تنحسرُ غابة الصبّار الملعونة، حين جفَّ نهر الشمس، تعطّلت مجرات الأكوان البرزخية، تهمسُ كينونة الخلود بعواءِ الجوع، عناكب الرمل الأصفر، تفغرُ فاها لسدنةِ السنابل الحزينة، تنكفئُ الملاذات الواهنة، على هياكل من صحراءٍ بالية، تحترق دفاتر الحكمة الجمعية، المتأصلة في مدائنِ العطش، الغارقة في صخب النواميس الخشبية، تشدُّ أوزار النحيب، على ركحِ قيامة الجحيم، صريرٌ ينزُّ من شقوقِ ردح الزمن الكسيح، تتزلزلُ فوّهات التعاريج المائية، تبعثرُ خشخاش العتمة وسط نخاعٍ رملي الرذاذ، يتسربلُ الموت البطئ من أقدام جنٌ فوضوي .

مقالات ذات علاقة

سماءٌ بلا وطن

المشرف العام

اختلاس

أمل بنود

عندما يغدر البحر

رأفت بالخير

اترك تعليق