يظل في الخاطر دائما. لاي غيب عن الذاكرة. اْتهيب الكتابة عندما يمر ذكره. عندما يقترب ذكرى يوم رحيله. يتلازم مع أجواء وأصداء وعالم أبن خاله وصهره عبدالفتاح بومدين. شخصيتان لم تفترقا في الدنيا. روحان لم تفترقا الا بالرحيل
محمد عيسى الكاديكى. أو أبو يوسف. المثقف الواعي. الإداري. الرجل الوطني في جيش التحرير وما بعده. المترجم صاحب اللغات. من جيل العصامية المبكر في ليبيا.
زمن الاحتلال وما بعده. ذكريات ولقاءات وسهرات عامرة بالأحاديث والثقافة والفكر.
من نافذة الحياة.. كتاب اْنجز طباعته عام 1962 وكان قد نشره على شكل مقالات وخواطر في مجلة الرائد السعودية التي يحررها أبومدين. ثم وثائق من كفاح الشعب الليبي مع زميله الأستاذ مختار العيساوى. ومخطوط لم ير النشر ترجمه من الايطالية (مائة يوم في الاسر) في واحة الكفرة للطبيب جوفانى بريتيزى فرغ منه عام 1990.ومذكراته مع ديكندول وايفنز بريتشارد وتلميذه امرس بيترس وصوفيا لورين. ورحلاته الى غدامس وفزان وبريطانيا وفرنسا وتونس… وعلاقاته بالكثير من الأعلام والشخصيات.
أتذكره دائما. محمد عيسى الكاديكى. قطعة من تاريخنا السياسي والثقافي والاجتماعي. روح الدعابة. وصوت العقل. واللقاءات والذكريات. والتاريخ الذي يمشى. التاريخ الذي نسخر منه ونهزأ ونرمى به خلفنا. ياللعار.
أين وطننا من هذه الأجيال.. من هؤلاء الرجال.
رحلة بدأها عام 1916 وانتهت في المقبرة الاسلامية في ليماسول بالقبر رقم 10 يوم 14 ابريل 1992.
الكاديكى وابومدين.
العقل والفكر والمنطق. يندر مثلهما في هذا الزمان البائس.. القاحل الذي يخيم علينا جميعا.