ذات صيف، نادتني امي بصوت خافت، فاستجبت لها متوجسة.. لفت ذراعها حولي وناولتني بيدها حبة مانجا من الحجم الكبير.. كانت خضراء متماسكة وعلى جلدها احمرار ينبئ عن نضوجها.
همست في اذني.. هذه كلها لك .. كليها باستمتاع…
كانت المانجا آنذاك من الفواكه التي غالبا مانقتسمها لندرتها في السوق بسبب قطع العلاقات مع مصر.. وكنت احبها بشراهة وما ازال.
حرصت عليها بين يدي ولم يكن بالإمكان اخفائها. كانت عيناي تشعان امتنانا لماما.. وهربت بها كما يهرب المحب بحبيبته.. لكن فراري كان قريبا وعاليا حيث السطح. جلست على السلالم.. سلخت جلد المانجا برفق فانصاعت بين اصابعي، والتهمتها.. انغرست اصابعي في شحمها وفر عصيرها من فمي وانا أقضمها و سال على مرفقي.. كانت حبة المانجا اكبر من فمي، حرة تقاوم وتتملص من القبض عليها، ولولا لبها القاسي لما تمكنت منها. لم اكتف بهذا، بل لعقت ما علق بقشورها من خيوطها الصفراء.
هكذا أكلت حبة المانجا كاملة خلسة وبيدي العاريتين.. وكلما امسكت بها اليوم تذكرت لحظات المتعة تلك، وامتننت لأمي.
المنشور السابق
المنشور التالي
عزة المقهور
عزة كامل المقهور.
من مواليد طرابلس 1964، ولدت في بيت قانوني وأدبي فوالدها المرحوم كامل حسن المقهور محام معروف ومن روائد القصة القصيرة الليبية، ووالدتها السيدة سهيرالغرياني من أوائل الخريجات الجامعيات الليبية ومن مؤسسي مجال الخدمة الإجتماعية في ليبيا.
تخرجت عزة المقهور من كلية الحقوق جامعة بنغازي في عام 1985، ثم تحصلت على درجة الماجستير في القانون الدولي والمنظمات الدولية من جامعة السربون بباريس عام 1988. تدربت بمكتب دولي للمحاماة، ثم أسست مع والدها مكتب المقهور وشركاه عند إعادة مهنة المحاماة عام 1990.
كاتبة قصة قصيرة، وصدرت لها: "فشلوم/ قصص فبراير"، والثانية بعنوان "30 قصة من مدينتي"، الثالثة "امرأة على حافة العالم".
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك