ترجمات

قصائد للشاعر الإيرلندي ماثيو سويني

الشاعر الإيرلندي ماثيو سويني

قارب الخمّار

 

جذّف الخمّار بقاربه

إلى أقرب نقطة من شاطيء البحيرة

بقدر جرأته، و في الجؤجؤ

وقفت قنينة خمس لترات

من نبيذه الأحمر الكاسح كابرني فرانك باريك.

رجل ضخم، جذّف إلى الأمام،

مرّ بالمتشمسين، مرّ بالنائمين،

بالصيّادين، حرص

على تفادي شباكهم.

خلفه، جمع من اسماك النهر المخططة

أعدادها في ازدياد، كأنها

تناسخ لسكارى.

الصيحة النشاز شجعته

ليطيّر طائرة ورقية

تحمل عنوان بريده الالكتروني.

خلفه سبح رجل

لكنّه ضُربَ بالمجذاف

ونُعت بقرصان النبيذ.

الخمّار صفّر لحنا لأغنية فرنسية،

بين تأرجحات من قارورته-

كذبته الفائزة.

في الأعلى الشمس الحارقة.

أخد قضمة من سجق فرنسي دسم

وجذّف بقاربه إلى الأمام.

 

 

قرية الفزاعات

 

في قرية الفرزاعات

واحدة لكل بيت

وبعضها لا تعود إلى أي بيت،

واقفة هناك تستقبل السيارات

التي تبطيءأحيانا من سرعتها.

ولا فزاعة تشبه أخرى،

بعضها طويل، بعضها صغير،

احداها تمثل محيا باسم،

أخرى عبوسة، احداها قسيس،

أخرى شرطي،

الثالثة رجل القرية المجنون

ويحرس كهف الخمّر،

ويزين النبيذ الفاخر بعلامة،

خالق الفزاعات

يشربه مجانا كل ليلة

ليلهمه إلى أصناف جديدة

من الفزاعات، التي يختبرها

على زوج من غربانه الأليفة،

ثم يغرسها قبل الفجر.

 

 

مصادرة

إلى كريس رايس

 

لأن الكونت أطلق النار على الرئيس

صودر القصر.

جميع التحف الفنية ذهبت إلى المتحف.

تمّ بيع العقار والأرض

إلى اتحاد مالي في فرنسا،

كل شيء عدا حقول العنب.

 

لعلك قد قرأت عن حقول العنب تلك.

اشتهاها الرئيس،

وكل خمّار في فرنسا.

أمر مدهش أنها لم تصادر،

أو لم يفرض على الكونت أن يبيعها.

هي مسجلة في المتحف.

 

الحقيقة هو متحف صغير لا بأس به،

في منتصف حقول العنب تماما.

هناك دليل حوله في كل زنزانات

السجن المحلي، الذي افتتحه الرئيس

قبل أن يصادر القصر،

وقبل أن يذهب الجثمان إلى فرنسا.

 

رغب أن يدفن في فرنسا-

وصيته معروضة في المتحف

قريبا من لقطات للقصر وهي تصادر

مصفوفة مع لقطات لحقول العنب،

وفوق الجميع يلوح تمثال نصفي للرئيس

الذي يرغب قيم المتحف في بيعه.

 

في الحقيقة هو يريد بيع كل المحتويات.

يمكنه إيجاد مشتر في فرنسا،

امرأة قالت أنها أحبت الرئيس

وثروتها قد تنقذ المتحف.

والقصر الذي صودر.

 

أنكر الكونت أنه صودر.

هو يعتقد أنه بيع

وأن النقود دفنت في حقول العنب.

جعجع بذلك في سجنه بفرنسا.

كتب رسائل إلى المتحف،

قائلا أنه لم يطلق النار على الرئيس.

 

الرئيس مات، القصر مصادر،

المتحف يريد بيع كل شيء،

وكل فرنسا تعرف أنّي أخدتُ حقول العنب!

 

 

شبح

 

حرّض رجل آخر على أن يقتله،

ثم ظهر كشبح طالب ثأر،

هامسا لقاتله أن ثمن

متعته من تلك النزوة الأخيرة

لا شيء أقل من انتحار.

لا حياة تقضى في رعاية سجن،

ولا حتى صعقة كرسي الكهرباء

يمكن أن تفي بذلك.

هو في حاجة أن يكون قد مات

باليد ذاتها مثل الرجل الآخر،

في نفس الوقت، وفي المكان نفسه،

وإذا رغب القاتل الهرب،

سيطفو الشبح أمام وجهه،

يفح بأنه لا أحد، لا أحد،

وأنه لن يفوز بهذا العِرْقْ.

 

_____________________________

من مجموعته “موسيقى الحصان”

مقالات ذات علاقة

Rajab Buhwaysh, “No Illness but This Place”

خالد مطاوع

للشوارع خوف من الحرية

آكد الجبوري (العراق)

وجـــــه لوجــــــه

غازي القبلاوي

اترك تعليق