اللوحة عن الشبكة
قصة

فروت تارت


منتصف النهار. وقت استراحتي من الشغل. ارتديت معطفي وخرجت. على شعري وملابسي تناثرت بهدوء قطرات المطر. مطر الخريف الناعم. حفيف أوراق الشجر يهمس بشجن لأيام مضت ولن تعود.

المقاهي تملأ الشوارع. كبيرة. رائحة قهوتها القوية تعطِّر الجو. جمال ديكوراتها الحديثة، المبهرة فشلت في إغوائي بالدخول.
واصلت السير تحت المطر. أبحث بين المقاهي عن مقهى دافئ وحميم. فتحت الباب ودخلت. نور النهار يضيء المكان. مقهى صغير مليان بالصور. طاولات وكراسي خشبية صغيرة قريبة من بعضها. رائحة القهوة. صوت الراديو المنخفض. قرقعة الأواني. فحيح البخار. وجوه الناس واضحة. أحاديثهم وضحكاتهم مسموعة ودافئة.

في الطابور القصير لم يفارقني وجه أختي نجاة. عندما أتى دوري انتبهت لرف الحلويات الذي نادراً ما أنتبه إليه. على الرف نوع من الحلويات تحبه. كانت، كلما خرجنا وجلسنا في مكان، تطلبه. تقطع نجاة الحلوى قطعاً صغيرة. تأخذ قطعة، تضعها في صحني وتصر أن أذوقها.
طلبت الـ “فروت تارت”. جلست على طاولة في الركن. وضعت الصحن على الطاولة. قطعتُ الحلوى قطعاً صغيرة. آكل الحلوى وأراقب المطر. آكل الحلوى وأتأمل أوراق الشجر.. كانت جلسة حميمة ودافئة مع نجاة…

مقالات ذات علاقة

وُجُوْه…

أحمد يوسف عقيلة

مجاديف

زكريا العنقودي

سائرٌ وسط الهشيم

المشرف العام

اترك تعليق