المجلات توقفت في غالبها عن الصدور، كما كان متوقعاً !! .
الندوات توقفت تماماً، كما كان متوقعاً!!، المؤتمرات الثقافية والعلمية توقفت كما كان متوقعاً!! النشر والتوزيع والطباعة متوقفة ، كما كان متوقعاً !!. مؤسسات تلاشت ومؤسسات يتوقع ظهورها كماهو متوقع !! والحبل على الجرار كما كان وما سيكون متوقعاً !!
العمل الثقافي والصحفي والإعلامي في ليبيا يعوم ويغطس كما كان وكما سيظل متوقعاً، فلقد ظلت الثقافة والإعلام عوارض حمى ليبية تطفح حتى تخيف وتختفي حتى العدم .ظل العمل الثقافي والإعلامي في ليبيا أعمالا ارتجالية تفـتـقد للأهداف وللإستراتيجية رغم لوك الليبيين الدائم لكلمتي (الأهداف) و(الإستراتيجية)، فتطفح حمى المجلات وطباعة الكتب والنشر والندوات والمحاضرات والمؤتمرات حتى تبدو البلاد خلية ثقافة وعلم وتختفي فجأة حتى تبدو البلاد صحراء ثقافية، لم تعرف في تاريخها كتاباً ولا مجلة ولا جريدة ..
هذا العام 2008، وهو أسوء أعوام الثقافة في ليبيا يبدو عام حمى الفضائيات الليبية والمتوقع أن تكون فضائياتنا كمجلاتنا مرتجلة وفارغة ونسخا مشوهة من فضائية عربية واحدة ممسوخة عن فضائيات أخرى. يبدو الليبيون وقد حسموا أمرهم على التخلي تماماً عن كل ما هو ثقافي ومطبوع والتفرغ الكامل للتهريج التلفزيوني وتظليل مسلسلاته (البدوية والتاريخية) وهروبها من كل واقع العرب المحبط !!
المثقفون في ليبيا لا يعنيهم الأمر كما يبدو، فلم نسمع واحداً منهم يتكلم أو يحتج أو يطالب بحصة الثقافة من النفط الذي يبدو أن مقاولي الأبراج الزجاجية يسيطرون تماماً على خزائنه، ويوكلون ملء الفراغ الثقافي لمسلسلات الشام والخليج وبالتأكيد للكتب الصفراء المستوردة !!.
عن صحيفة الجماهيرية