[22] بَازِين..
(البازين) ويُسمى أيضاً (عيش) وهو أشهر طعام وأقدمه وأفضله عند الليبيين، وأكثر طعام يعبر عن الهوية الليبية، ويُصنع من الشعير، ويضاف إليه المرق واللحم، ويؤكل باليد.
أما الحسن الوزان([1]) الذي زار طرابلس في سنة 1518م أي قبل حوالي 500 عام، فقد وصفه بأنه طعام رديء:
· “ويأكل السكان طعاماً رديئاً جداً هو بازين الشعير” [كتاب وصف إفريقيا / الجزء الثاني].
وكلام الوزان هنا لا يعتد به لأنه زار طرابلس في عام مجاعة، فقد قال في نفس الموضع: “لأن المؤن المستوردة للمدينة لا تكفي لإعالتهم ولو يوماً واحداً، ويعتبر الفلاح غنياً إذا استطاع أن يدخر ستيّة أو ستيتين من الحب لزاده”.
أما الليبييون فيكادون يُجمعون على أنه ألذ طعام لديهم، لذلك فهم يقدمونه للضيف.
وقد ذكرته الآنسة توللي بتاريخ 8 يناير 1785م:
· “(الباسين)([2]): طبقٌ مؤلف من طحين وماء يُلتُّ على شكل عجينة، ثم يُترك على خرقة من القماش ريثما يختمر فيما تُعَد النار أثناء ذلك، ثم يُلقى بالقرص على الجمر ويُقلّب حتى يصير نصف مخبوز، فيُؤخذ ويُفتُّ وتُعجن كِسَره بالحليب الطازج والزيت والملح حتى يُجعل على صورة حلوى، ومن بعد ذلك يُغطى بالقديد ـ وهو شرائح لحم الضأن المجففة والمملحة ـ ويُقدم للطعام([3]). [عشر سنوات في بلاط طرابلس].
وفي هامش الكتاب من كلام المترجم:
· “باسين أو بازين؛ طبق مفضل في ليبيا ولا يزال حتى الوقت الحاضر، ومنه عبارة (أهل البازين)”.
ثم ذكره الرحالة الإنجليزي جون فرانسيس ليون في كتابه (من طرابلس إلى فزان)، أثناء زيارته لمنطقة بني وليد في 1818م وذكر بأن الشيخ المرافق لهم قدّم لهم في الليل وجبة بازين.
ومما يدل على أنه الطعام المفضل عند الليبيين أن مفتي ليبيا في بداية القرن الفائت الشيخ (إبراهيم باكير([4])) قد ذكره في أبيات:
خير الموائد عندنا البازين واللحم حوله ناضج وسمينُ
فاقطع بكفك قطعة من أصله ثم ادلكنها جيداً فتلينُ
حتى إذا ما أشبعت مرقاً فكل بالخمس من يمناك فهي تعينُ
هذا هو الأكل اللذيذ وإنه ذو لذة للآكلين تبينُ.
أما كلمة بازين فيقال بأن أصلها أمازيغي، لكنني لم أجدها في المعجم الأمازيغي العربي.
________________________________________________________
([1]) الحسن بن محمد الوزان المشهور بـ “ليون الأفريقي” 1488 – 1554م.
([2]) خطأ من المترجم (عمر الديراوي) وهو فلسطيني، توفي 2007م.
([3]) وهي طريقة تختلف تماماً عما هي عليه اليوم.
([4]) عالم فقيه وشاعر ولد بطرابلس وبها توفي (1865/1942) لقب بـ”شيخ مشايخ القطر الطرابلسي”، عين مفتياً لطرابلس سنة 1906.