؟
أبو إسحاق الغدامسي
.
1
خرجت القرية عن بكرة أبيها.. يتقدمها شيخها.. وصلوا أطراف القرية.. تراصوا في صفوف.. ارتفعت الأيدي.. ضارعة..داعية..مستنجدة.. الوجوه متهجدة.. القلوب خاشعة.. العيون دامعة.. تطلب ربها.. ترجوه.. تتوسله.. الغيث النافع..
2
في سماء القرية.. سحب صغيرة متناثرة.. اقتربت من بعضها.. تجمعت.. تجهمت.. اسودت.. سقطت منها قطرة.. قطرتان.. قطرات..
3
ابتهجوا.. نزل الرذاذ.. شكروا الله كثيرا.. عادوا للقرية مسرعين.. ما أن دخلوها حتى صار طلا..
4
انتصف النهار.. أرسلت السماء غيثا.. في الظهيرة صار عبابا.. فروا.. دخلوا بيوتهم.. وحده الشيخ.. توجه لحقوله الكثيرة.. عاثا فيها حرثا وبذرا..
5
عند المساء فتحت السماء أبوابها.. صبت ماءها على القرية.. أفرغت جوفها.. أنزلت وابلا.. لاحقهم المطر في بيوتهم.. دخل للبيوت عبر ثقوب السقوف الكثيرة.. وضعوا تحتها كل ما له جوف.. امتلأت الأواني وأفرغت عدة مرات.. غسلت المياه البيت وما فيه.. انتصف الليل أرسلت عليهم ودقا..
6
عند الصباح.. خرجت القرية وحدها.. تخلّفَ شيخها…. تراصوا في صفوف.. ارتفعت الأيدي.. مبتلة ضارعة.. داعية.. مستنجدة.. الوجوه متهجدة.. القلوب خاشعة.. العيون دامعة.. تطلب ربها.. ترجوه.. تتوسله.. إيقاف المطر..
غدامس – ديسمبر 2011 م
4 تعليقات
شكرا لبلد الطيوب لسعة صدره ونشره محاولاتي التي ارجو ان يكون لها صدا طيبا عندكم وعند جمهوركم
لا شكر على واجب أخي أبوإسحاق
وفي انتظار جديدك
تحياتي
جميل ما بدأت بكتابنه بهذا الموقع المتميز صديقنا ابواسحاق
ولاتبخل علينا بنصوصك فى جريدة الايام
تحياتى
متابع
اشكر لك استاذ حسن على مرورك
الشكر لك ايضا لانك من دلني على هذا المنبر المميز