النص القرآني
طيوب عربية

الإبداع والتعليم “في علم اللغة النصي والتطبيقي”

حازم خال

علم اللغة التطبيقي فرع من علم اللغة يبحث في التقابل اللغوي وتحليل الأخطاء وتعليم اللغات وعلم اللغة النفسي وعلم اللغة الاجتماعي وعلم اللغة الآلي، وصناعة المعاجم والترجمة.
 ويقابل علم اللغة التطبيقي علم اللغة النظري الذي يشمل علم الأصوات وعلم اللغة التاريخي وعلم الدلالة وعلم القواعد.
يتناول د. مجدي حسين في كتابه “في علم اللغة النصي والتطبيقي” الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، سبق اللغة العربية في فرع علم اللغة، حيث بدأ تأليف الكتب اللغوية لأهداف تعليمية منذ القرن الثاني الهجري حيث ألِّف الكسائي (189هـ) أقدم رسالة في “لحن العامة” وفيها جمع مجموعة من الأخطاء اللغوية عند العوام في عصره، بالإضافة إلى كتب التثقيف اللغوي في القرن الثالث والقرون التالية ككتاب “إصلاح المنطق” لابن السكيت (244هـ).
إن معظم كتب النحو، إن لم يكن كلها، بدءاً من كتاب سيبويه قامت على فكرة تعليم العربية لأبنائها ولغيرهم، فنهجت هذه المؤلفات أصولاً ومبادئ هي من صميم علم اللغة التطبيقي بمفهومه الحديث ومن أصول التربية والمناهج التربوية الحديثة، بل ربما تكون جذور هذا العلم قبل ذلك من عهد الرسول محمد، فإذا كان علم اللغة التطبيقي يتم في المقام الأول بتعليم اللغة الثانية لغير أبنائها فهذا ما دعا إليه الرسول الكريم بعض الصحابة إلى تعلم السريانية والعبرانية كما ورد في الآثار.

وفي العصر العباسي أنشأ المأمون بيت الحكمة وكان به قسم للترجمة وترجمت في هذا العصر كتب أرسطو وكتب الطب. ونجد الجاحظ في البيان والتبيين يتحدث عن بعض أمراض الكلام، كالعي والحبسة واللثغة واللكنة، فاللثغة مثلاً لها أنواع وتكون في السين والقاف واللام والراء واقلها قبحاً بالغين.
يقول المؤلف: أردت في هذا البحث أن أذهب خطوة أبعد من ذلك لأدل على أن رجلاً مثل أبي العلاء المعري وهو محسوب على الشعراء والفلاسفة والأدباء، نهج في مؤلفاته هذا المنهج التعليمي متخذاً من مفاهيم هذا العلم الذي لم يكن قد عُـرف منطلقاً لتوصيل آرائه وبث أفكاره، يتضح ذلك جلياً في رسائله بعامة وفي رسالة الغفران بخاصة، يقول د.عبده الراجحي “لقد عاشت العربية قروناً ممتدة، يتعلمها أبناؤها ويعلمونها غيرهم، في تجربة تاريخية فريدة، ولا بد أن ذلك قد أثمر منهجاً في تعليمها لم نسع نحن إلى معرفة أصوله الحقيقة حتى الآن”.
ويرى المؤلف أن الباحث أول الأمر يقف حائراً أمام هذا العمل الأدبي الرفيع وصاحبه، متسائلاً: هل كان الهدف من تأليف الكتاب الإبداع والإمتاع والتسلية أم كان للرجل هدف آخر قصد إليه؟ ولكن بعد تأمل وتفكر وقراءة واعية يتبين للباحث بما لا يدع مجالاً للشك أن هدف المعري في هذا المؤلف، إلى جانب الهدف الإبداعي، كان هدفاً تعليمياً أراد من خلاله أن يُعلم تلاميذه بطريقة مبتكرة علوم اللغة بفروعها المختلفة ودروس الأدب والعروض والشعر.

مقالات ذات علاقة

تأبين الشاعر محمد عيد إبراهيم

مهند سليمان

يا من تسمر للوطن

المشرف العام

قصيدة النثر.. النص التفاعلي والفضاء الإلكتروني

المشرف العام

اترك تعليق