عبر حسابها الشخصي على الفيسبوك، كتبت الكاتبة والروائية “عائشة الأصفر”:
عندما استضافتني صديقتي العربية في عاصمتها ذات مساء كانت مَزهوّة وهي تُشير إلى طبق الديك الرومي الفاخر لتقولَ لي أنّه مُطعّمُ بالنبيذ!
كان شعوري مثل أغلبكم الآن وأنا أخيّب أملها وأضيّع إنجازها للاحتفاء بي، زدْ ابتلائي بالضحك كلما حُشرتُ في زاوية ضيّقة فكيف في ديكٍ مَخْمور ولو كان روميا.
لا تخذليني يا “العائشة”، قالت..أعرفك، فأنتِ لا تضحكين هذه الضّحكة إلا في مِحْنة، لا تقولي إنك لا تحبّينه! أخبرتُها مستحيل أقرب الخمرَ! سنجد خيارا آخر، لتؤكد لي أن الحلو أقل نبيذا وسيكون خيارا مناسبا، وتستغرب أمري وهي تُقسم أن ما بالديك أيضا لمجرد المذاق ولا يُسكِر، ثم نحن أمة مُخدّرة فماذا ستفعل فينا ملعقة نبيذ!
< أخفّ الضررين >
لن أخبركم عن خياري الأخفّ ضررا، لكنني بعده سألتُها لماذا
موعودون دائما بأخف الضررين؟ حتى صار أيدولوجية؟
. نشتري الرغيف السيء لأنه أفضل من ذاك الأسوأ.
. ونسحُّ هذا الدواء لأنه أقل مضاعفات جانبية، يزيد نبضات القلب فقُط، فغيره يضرب الكبد.
. كل ما نرتديه فُرض بديلا لذوق لم نجده، أو لسعرٍ أُجْبرنا عليه.
. ظل راجل ولا ظل حيطة.
. المدرسة السيئة خيارنا لأبنائنا لأنها أرحم من أختها.
. نسلكْ الطريق الأقل ضررا، لأن الحرابة فيه السيارة، أما ذاك فأرواحنا.
. سعداء إذا هبط سعر الدولار نصف دينار. وبتحويلة الطريق أفضل من إغلاقه. وغياب الكهرباء عشر ساعات نعمة قياسا بالإظلام التام.
. قُطّاع الرواتب ولا قُطّاع الرؤوس.
. يحكمنا الغولْ ولا سلاّلْ العقول!
أتعلمين لماذا صار أخفّ الضررين أيدولوجية؟ أتعلمين لماذا يا أستاذة “لطيفة”؟
لأننا أعداء الابتكار لا نفكر في الحلول، نعتمد على الجاهز في الحليب والطماطم ونظريات التربية وحتى في حفاظات الأطفال وأكياس القمامة.
(اشْحَالْ لُو ما كان ذاك الشِي اللي اكْلِيتيه أخفّ الضررين؟ اشْحَالْ كنت اهدرتِ!) ردتْ صديقتي متهكمة).