هناك،
عندما كنتُ من سكان الثُكْنَات
: ماذا تفعل بكتاب أيُّها الأحمق،
يُعنّفكَ الضابط .
هناك أيضًا،
فيما الأحلامُ تحترق، ولا تترك رمادًا
فيما الظلالُ لا وجود لها، إلا إذا كُنتَ أعمى .
فيما الكلمات محض شتائم وعصيّ وبصاق
فيما الحربُ على الأبواب /
تكسّرت النوافذُ .
**
ما الذي جعلَ ضابطًا صغيرًا
يثيرُ نصف قرنٍ من الغائط .
فيما تتناسل غرفُ التعذيب
ويتكاثر الرعايا.
فيما تضاف المزيد من الزنازين
كفصول لتربية الظلام ،
فيما الظلام يستعين بأسلافه الموتى،
فيما الموتى يعودون إلى الكتب والشوارع،
بأعلام وبنادق،
يهمسون مرة أخرى :
أين ذهب الضابط ؟
**
هل يقصدون نهرًا أو حديقة،
فيما كانوا يتركون جثثًا خلفهم .
هل يقصدون شجرةَ زيتونٍ أو نشيدًا،
فيما كانوا يصرخون .
**
لكن ما الذي جعل طفلة ترسم قبرًا
بهذا الجمال الباهر
وتقترح الأحمرَ الحارّ
لتلوين بحيرة ناعمة
هل كانت صغيرتنا الحلوة تبكي؟
فيما كُنّا نيامًا
أو هكذا شُبِّه لنا
فيما شُبِّه لنا،
كنُا أكثر جرأة في النوم .
فيما لم يعد للحرب جرحى يعودون
كما في الأساطير
انتظرت البنتُ خطيبَها،
فمرَّ الربيعُ حزيناً
انتظرت البنتُ مرةً أُخرى،
اعتذرَ الربيع
قالوا: انتظرت،
حتى لم تعد هناك حربٌ رحيمةٌ
لكي تنتظر .
وفي الصباح،
عندما لم يجد عاملُ القمامة البنغلادشي
بنتًا تتربّص
عندما انتهى الثائرُ
من إضافة أقفال جديدة للشوارع
عندما فرغ السكانُ
مِنْ هدمِ آخر بيوتهم التي حلموا بها
عندما لم يعد هناك وطن لكي يُحترق.
: ماذا تفعل بكتابٍ أيّها الأحمق،
يُعنّفك الضابط .
**
أجل كنتُ هناك،
فيما كان الجنودُ فرحين بأسماء جديدة
فيما نصف الأسماء التي حملوها
كانت تبحثُ عن مأوى
أو كما ذُكِر في الأنباء،
كانت تنزف.
فماذا لو أكتشفَ الضابطُ
أنني أحمل بحرًا في حكاية .
فيما كانت أميرةٌ تغرق،
فيما صيادون ينتشلون أقراطا وأساور وقلائد،
فيما شمسٌ تنسحبُ من كراسةِ رسم،
لأن الأسود حين انسكب،
شوّه السماءَ فتبعتها الأرض.
لأن رؤيا الصغيرة،
وهي تُلوَّن كانت غاضبةً
وهذا يحدث أحيانًا لخللٍ في الطبيعة،
لأن الأميرةَ،
تركت شعرَها يطفو فوق الماء
لأن موجةً صاعدة
نثرت الشَّعر عاليًا،
فحمله طائرٌ،
وارتدته غيمة .
لأن شاعرًا كان جنديًا /
لستُ أدري،
ما إذا كان يحملُ قلمًا أو سيفًا
حتى أنني لا أرى الضابط .
فيما كنت هناك
: ماذا تفعل بجثة ،
أيُّها الأحمق .
___
طرابلس. 1 نوفمبر 2014