(7)
“كل بلاد الدنيا جميلة، وتبقى بلادك الأجمل بعد بضعة أشهر من الاغتراب”
كيف يكون ذلك ؟
للسفر فوائد عدة أهمها زيادة المعرفة من جراء المقارنة بين ما هو موجود في بلدك ومابين هو موجود في البلد الذي مكثت به أثناء السفر، فتحاول أن تنقل نجاحات تلك الدول التي رايتها في تلك البلدان إلي وطنك لتساهم في بنائه ثم تطويره.
ومهما اختلفت أسبابك التي انطلقت لأجلها مسافر سواء كنت مسافرا لأجل التعلم أو التفسح أو التعافي، أو لقضاء إجازة أو حتي لحضور مؤتمرا علميا الخ ، فهذا شيئا اعتياديا متعارف عليه في كل مكان وزمان.
وقد تنبهر فتنسجم من جراء حجم التطور المكاني في تلك الدول، أو الرفاهية، فتقرر الإقامة الدائمة في تلك البلاد التي انبهرت بما رآيته في سفرك القصير أي أنك تقرر الاغتراب فتلج إلي منزلق الغربة .
وهذا سببه ضعف الانتماء الوطني، ومهما اجتهدت في الحصول علي عقد عمل أو تفننت في الحصول علي تمديد إقامة أو استطعت تحسين دخلك الشهري في تلك الدولة لتحسين مستوي معيشتك في بلاد الغربة تلك
ستبقي بلادك هي هاجسك وهي الأجدى بالمكوث ومقاومة التشوهات المسببة لاختيارك المكوث بعيدا عنها.
ولمن تترك وطنك وتفرغه؟ وهو في حاجة إليك ولفعلك أو حتي لفكرك الإيجابي تجاه!
…..لكن روح الانتماء الوطني وإرادتك القوية النابعة من هويتك الوطنية المتأصلة مع كل حفنة من رمال وطنك هي التي سترجح كفة العودة الي وطنك مهما كانت قوة المغريات لتركه.
والغربة أو الاغتراب التي قد يتورط بها الفرد ، فيقضى السنوات يطوف من جرائها بعيدا عن وطنه، فتبدو تلك البلدان جميلة ،بتعدد الصور والاختلافات ، ولكل مغترب نظرة إلى هذا الجمال ، لكن الاغتراب أو الغربة لها معنى ومفهوما آخر أو التركيز عليه في هذه السانحة.
… فالمغترب يرى بلداناً رائعة ينبهر بها وربما تسيطر فترة على عقله وذهنه ردحاً من الزمن ، ولكن تظل بلاده هي الوحيدة الأجمل، ظاهر اًو باطناً فهي ستكون الوحيدة المسيطرة على مشاعره وحواسه برباطا وجدانيا زاخرا، فمسقط الرأس تبقي الأصل والمنطلق التي لا يُضاهيها جمال يدركها المغترب بعد مُضى أشهر من الغربة ، إنها بلاده صاحبة الانتماء، وما أجمل بلادك التي تظهر بصورتها الحقيقية بعد انقضاء أشهر الاغتراب.