العتمة تغلف كل شيء .. الشمس المنيرة .. اخضرار الأشجار .. السماء الزرقاء. حتى الأزهار المنداة في حديقة المنزل.
…هو الأعمى يقف أمام الباب .. يمد أنامله متحسسا الصباح .. يبتسم للجمال .. يتنفس هواء رطب .. يعيد الابتسام .. ينثر أمانيه في الفضاء، معانقة أغنيات العصافير؛لترسلها إلى كل الآذان و تعقلها النهى.
…في خطوات واثقة كان يسير .. لا أحد يقوده .. ربما هو قلبه أو عين خفية تجعله يمضي مخترقا الطرقات المكتظة دونما خوف .. في ظلمته يلوح بريق من النور .. كما في ظلمته لاحت كل الألوان، في حين يظن الناظرين أن السواد هو السائد ..
…رغم الكفف لا يتوقف عن العطاء .. كشعلة متوقدة يمنح الحياة لمن حوله فيما يرنو أغلبهم بعجب ” أعمى !!… أعمى !!.. “.
أجل أعمى….
يصارع الظروف كأي إنسان ..
نعم إنسان مثلكم لا يختلف عنكم في مشاعره و سلوكياته ..
للأعمى قلب يفيض حبا ..يحتوي الجميع حتى من يرونه قاصرا ..
….في صباح باكر وقف عند إشارة المرور يبيع مناديل الورق .. هذا هو عمله المعتاد رغم تعجب الفضوليين ..
” أعمى يزاحمنا الحياة!!…”.