من أعمال الفنان محمد الشريف.
طيوب عربية

المسرحي

مراد غزال

من أعمال الفنان محمد الشريف.

 

دخل علينا مختالا بعمله المسرحي الذي يضفي رصيدا له يقول هو أنه تاريخ…

كنت جالسا في الصف الأول مع خالي سليم فهو عاشق لكل النشاطات التي تقام بمسرح المدينة ليس لأنه يحب المسرح فحسب ولكن لأنه يعمل كمسؤول بذاك المبنى, يفتحه صباحا ويغلق متعتنا حين نغدو لبيوتنا مساءا …

بعد إنتهاء العرض المسرحي وتحية الجمهور له التي تقشعر لها الأبدان وتوهمك أن جمال الدنيا قاطبة اختزلت عند تلك المساحة من التصفيق…هو المخرج فوزي متحصل على عدة جوائز مبدع في تصوير آلامنا وتطير بنا مسرحياته لتلامس أحلامنا التي ابتلعتها سويعات النهار …

اقتربت أنا وخالي بعد انتهاء المسرحية ويتبعنا العديد من الفضوليين والمصورين ومن هم ببدايات البحث عن النفس … بصعوبة بلغت خالي فقد اختفى بينهم ليسلم على المخرج فوزي …لم تتركني تلك السحابة من البشر من إلقاء التحية …وبعد صراع مرير وصلت لخالي فسلمت عليه …
-هذا ابن أختك
-نعم
-سيصبح نجما إذا تشرب بمسرحياتي (بابتسامة عز)
-إنشاء الله

ودخل المخرج فوزي بحوار جميل مع خالي وثلاث أشخاص تظهر سمة المثقف على محياهم …ولما طال الحوار أمرني خالي أن اجلب مقاعد للركح..جلبتها وكنت حقا مستمتعا بتلك الكلمات الراقية من المخرج فوزي ..كلمات ومعاني حقا لم افهم جلها ولكن كانت تسكنني عالما آخر غير الذي أخبرتني به أمي… كان يتكلم عن حضارات بادت وأخرى تسكن الضفة الأخرى من البحر …ينقد تقاعسنا تارة ويزرع الأمل أخرى …فعلا كانت طفولتي تشعر انه مُخَلص أو شخصية تاريخية كما هو مرسوم بكتاب التاريخ…وبقي الحوار الجميل ذاك حتى لم اشعر بنفسي وإلا وقد نمت بين يديه لأنه يحبنا كلنا …
-أيقضني خالي …”هيا سنرجع للبيت ”

استيقظت ولم أجد المخرج فوزي …وعندما أغلقنا باب المسرح ومشينا صوب حينا وفي الطريق لبيتنا ..اخبرني خالي بين جمله أن المخرج فوزي يعمل بالنهار عند مركز البقالة المجاور وانه يقاسمنا لقمة العيش الضنك ….

تفاجأت …ومسرعا دخلت البيت وتوجهت لغرفتي ومزقت كتاب التاريخ لأنه يكذب …

مقالات ذات علاقة

أوطان مهاجرة

المشرف العام

الوجه الآخر لكميل أبو حنيش

فراس حج محمد (فلسطين)

بوضوح

هاني بدر فرغلي (مصر)

اترك تعليق