لا أحد يقول لي أبقي ,
غير أنيّ هنا
أسقي الشِعر بماء مالح
وأنتظر أن يُزهر ,
أفتح نوافذي على صحراء
قاحلة ,
وآمل أن تستظل أفكاري
بصفصافة ,
أحلم أن يبدأ صباحي
غناء دوري ,
أو كروان تائه ..
غير أن لا صوت يعلو
على أصوات الغربان ,
الغربان التي طالما
خدعني نعيقها ,
الغربان التي اكتشفت
فجأة ,
وأحدها ينقر رأسي
ويفتحه كحبة جوز ,
أن الألوان كاذبة ,
وبأنها لم تعرف يوماً
الحزن ,
مخالب قاسية ,
ريش صلب ,
ومنقار حاد أشعر به
يعبث بدماغي الرخو
الآن ,
وينهشه دون تمهل ,
أراه كذلك بمجرد
ابتلاع يشيخ ,
دون أن تبيض
له ريشة واحدة ,
أراه وهو ينسى
كيف يمشي ,
كيف يطير ,
وكيف ينعق ,
أراه يتبرز ذاكرتي
أخيراً ,
من أحشاه ,
يواري قصائدي
تحت التراب ,
وينسى من أكون ..!