إلى عبدالله ومحمود.. إذ ما الذي سيفعله الوقت إن لم يمر.
قابع في الغرفة
أقرمش بثور هذا العالم
وأقشر برتقالة من السنة الماضية
على الحائط لوحة مزيفة
وقائمة بأمراض العصر
مواعيد دواء لمدى الحياة
ونساء يقطفن زهرة القلب
وأحدى عشر علبة بيرة
وعلى الطاولة رواية منتحلة
وصديق مزيف يتصل منذ سنة
عاهرة تطرق الباب
وعشرون حصانا يخب في رأسي
ذئب يعوي غرب الروح
أقرمش بثور العالم
وأحصد خواء الساعات
أفترض أن هناك بحيرة وبجعات وأسماك ذهبية
وحديقة فراشات
لو أن النافذة كانت أوسع قليلا
لرأيت وجوه الأطفال النائمين وجمرالحب في مواقد العشاق
عاكف في الغرفة من نهار إلى آخر
إلى ليل يسيل خاثرا
إلى فجيعة عند ضفة الفجر
حشرجة إنسان حميم
عراك قطط ونباح
قصف مدفعي
أرواح تغادر عبر مسرب ضوئي إلى السماء
الأوقات تمر لأنه يجب أن تمر
إذ ما الذي سيفعله الوقت إن لم يمر
بطيئة مثل طعنة بينة في الخفاء
وأحيانا
سريعة مثل حريق جامح
ومثل أول مضاجعة
قابع في العتمة مغمور بالدخان والخذلان
مثل جريح نسيه رفاقه خلف السواتر
يتذكر نكتة بذيئة
ويقهقه في وجه الموت