اليوم العالمي لحرية الصحافة.
المقالة

الصحافة في يومها

كنت الخميس الماضى، 3 مايو، رفقة صحفيين عرب ضيوفا بمداخلات هاتفية إذاعية ظهيرة يوم «حرية الصحافة العالمى» ومثلها بالمناسبة نقاشات جمعتنى بزميلات أعلاميات بغرفة مشتركة على «الواتس أب»،النقاشات فى مجملها تناولت ما تواجهه الصحافة من تحديات ومعوقات ونحن ممتهنوها وهُواتها فى دولنا، سواء من خاضت متغيرًا أو من تأثرت بما حصل من أوضاع النزاع والصراع السياسى، والحرب فى مواجهة التطرف والإرهاب،كما تدافع الهجرات غير القانونية.

وقد علقت برأيى أن بعض ما نشهده اليوم مما يواجه المواطن فى الشارع بموازاة ما يواجه الصحفى، ومنها التهديدات الإرهابية المنفلتة على كل الناس، فالإرهاب لا يميز فى شراسته وعنفه، وربما صارت التوجيهات مؤخرا بسلامة وأمن الصحفى المراسل من عين المكان بما يُنشر من نصائح وما يوفر من معدات سلامة جسدية من لزوم دروس الصحافة، واشتغال مؤسسات التدريب والتكوين محليا ودوليا، كما وجهت ملاحظتى بأن الصحافة فى فترات التغيرات والتحولات التى نعيشها ينبغى أن يُنظر إليها أداءً فى ارتباط بظرفها الاستثنائى فى نشر الأخبار والتوكد من المصادر، كما الابتعاد عن خطاب العنف والكراهية أو الانحياز لأجندة طرف يستخدم المغالبة استقواءً مع انتشار السلاح فى بعض دولنا ليبيا والعراق وسوريا واليمن نموذجا، ودعوت إلى المزيد من تعاضد وتفهم المجتمع المدنى ومؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية، ومنها الأمنية، لدور الصحفى بمنحه المعلومة كمًا، واستيعاب مهمته كوسيط إخبارى متابع مراقب لكل شئون بلده.

وكان الزميل الصحفى بمداخلته من العراق، قد أشار إلى تحسن ملحوظ فى الحرية الصحفية رأيا وتعبيرا، والتى يعمل فى كنفها الصحفى والإعلامى العراقى، مشيرا إلى انفتاح وقبول سماع الأصوات المتعددة التى أفرزها المناخ السياسى والمعبر عنه بتعدد قنواتها وإعلان صوتها عبره.

ولكننى ذكرته بأنه وانسجاما مع راهن العمل الصحفى وظروف العاملين بحقله مؤخرا كانت مناسبته الدولية التى جرت هذا العام بعاصمة غانا «أكرا» ومع رفع شعار المناسبة توازن القوى: الإعلام والعدالة وسيادة القانون، وقد بُرمجت مركزيتها موضوعا كحدث فى مناقشة التحديات التى ما زالت تواجه حرية وسلامة الصحفيين على مستوى العالم فى مجالى الكتابة كما العمل الميدانى، ومنها موضوعات الانتخابات، والعدالة (الإعلام والسلطة القضائية وسيادة القانون)، الحصول على المعلومة، حرية التعبير على شبكة الإنترنت، وكل ذلك فى إطار الهدف (16) من أجندة التنمية المستدامة 2030.

ولنا أن نتلقى ما جرى اعتياده سنويا فى تعريف الجمهور والمهتمين بما تم رصده من انتهاكات طالت حق التعبير والرأى لممتهنى العمل الصحفى على مستوى قارات العالم، كانت الأرقام التى خرجت عن الاتحاد الدولى للصحفيين يوم الصحافة (3 مايو 2018) صادمة فى رصدها لمن احتجزوا وقتلوا، مما يوحى بتزايد خطورة المناخ الذى يعمل به الصحفيون كمراسلين وشهود بعين المكان، فالرقم الذى جرى رصده من القتلى «شهداء الكلمة» كان كابول بأفغانستان إذ لقى عشرة منهم مصرعهم فى تفجيرين انتحاريين فى الثلاثين من أبريل، وسجلت تركيا وكأنها زنزانة للصحفيين أعلى رقم لاعتقالهم التعسفى وسجنهم لمجرد نشرهم لخبر أو أبداء رأى.
وختمتُ بعد معايدة الزملاء والزميلات، بأن الصحافة الموصوفة بمهنة المتاعب يراهن ممتهنوها على تهيئة بيئة قانونية عادلة، ومنها إتاحة الضمانات القانونية لمحاكمة مرتكبى الانتهاكات من تهديد واعتقال وقتل، فأغلب القضايا التى ترتكب انتهاكا تجاه الصحفيين فى العالم لا يجرى محاكمة المسؤلين عنها، كما وتحسين أوضاعهم فيما يتعق بأجورهم خاصة من يعملون فى بيئات غير آمنة، وتقدير من أفنوا أعمارهم إخلاصا للمجال مُقدمين وقتهم وجهدهم، ويتطلع الصحفيون إلى توفير بيئة عمل عادلة يُقدر فيها المبادرون المتميزون باجتهادهم سبقا وخدمة للمستقبلين لمنتجهم، ففى مهنة الصحافة أيضا يتنافس المتنافسون لأجل الصالح العام والذى هو ما يمس إعلاء مبادئ الحقوق والحريات.
_____________________________

اقتباس: كانت الأرقام التى خرجت عن الاتحاد الدولى للصحفيين يوم الصحافة (3 مايو 2018) صادمة فى رصدها لمن احتجزوا وقتلوا مما يوحى بتزايد خطورة المناخ الذى يعمل به الصحفيون كمراسلين وشهود بعين المكان

مقالات ذات علاقة

شارع

فريال الدالي

يا خوفي!

عائشة بازامة

مات الحمار – عاش الكارطون

نادر السباعي

اترك تعليق