طيوب البراح

هُنـــــا!

محمد النعاس

هُنـا . . . توالى سقوط الأشرِعة ,

و انتزاعُ الأقنِعة , عنِ الأقنِعة . .

هُنا – في بلدي – غرقت للصليبِ السرايا ,

إلى قاعِ البِحارِ مُسرِعة . .

تكسّرت وجوههم كالمرايا . .

و بُنيت ذِكرى لنا ,

في كل الأمكِنة . .

روما و مصر تشهدا مجدَنا !

و بوابةُ النصرِ ها هُنا !

و نصبُ طرابلسَ يذكرُ أننا . .

بحارةٌ نحو نجمنا الذي سطعَ . .

و تأريخنا , بحبر البحار قد صُنِع . .

هُنا ! , أغار فرسان يوحنا القديس . .

و هُنا !

كدسنا ذروعهم في رمالِنا ,

كدسناهُمُ تكديسْ . .

و مِن هُنا , حكمنا العالم مرّة !

عندما كان “ سبتيموس “ قد وُلِدَ . .

من بطنِ ليبيةٍ حُرّة !

هُنا . . . اللهُ بالحقِ قد عُبِدَ . .

و “ عمرو “ و “ عُقبة “ يوماً قد وُجِدا !

زأرتِ الأسودُ ها هُنا !
و جرجر الطُليانُ أذيال الهزيمة . .

صحراؤنا أنهكت ثعالب الصحراءِ اللئيمة ,

ارتعد الطليان مِن أصواتِنا . .

من تكبيرنا !

مِن جلادِنا !

ها هُنا . . ها هُنا !

و سطعنا فوق هاماتِ الجِياد

كالملائك يوم الجِهاد . . .

تكسّرت على أيادينا للترك السيوف ,

و للعُربِ نمت على كُتبِنا الحروف !

في “ برقة “ وُلد لنا مُختارُنا !

و في “ فزّان “ نحت الماضي في الصخورِ أروع آيات ,

و في “ طرابلس “ تنافس الجمع في زخرفةِ الأبيات . .

“ بيوتنا الأقراط في أذنِ السماء “ 1

و مساجدنا فيها مصابيح الضياء . . .

هُنا , حيثُ أنا !

ينمو الخير و النّخيل . .

و هُنا , حيثُ أنا !

يُرى العمر جميل .

. . . هُنا , ليبيا ! !

______________

1 = بيت لقصيدة بلد الطيوب للشاعر عبدالقادر صدقي

مقالات ذات علاقة

أضغاثُ أحلامٍ

المشرف العام

رُفعت الجلسة

المشرف العام

قـالـت أمـي

المشرف العام

اترك تعليق