الحياة …. ضغوط … توتر وقلق مستمر …..أقراص مضادة للكآبة والتوتر والصداع ….. ملايين الأقراص تباع منها كل يوم حول العالم ….ولكن آلة الحياة رغم هذا لاتكف عن الضغط …..ضغوط ….ضغوط ثم أنفجار ….. ثم لاشيء صمت …..وصمت …..وبعده ضحك متواصل ….أنه الجنون بالأمس وصلت لتلك المرحلة أجتزت مرحلة الضغوط وحدث الأنفجار … صمت مرعب ….ثم ضحك والمزيد من الضحك ضحكت كثيرا وأنا أري أنعكاس صورة وجهي المتعب في المرآة …أخذت أشير بأصبعي اليها وأنا أضحك …..يا لهذا المخلوق المسكين البائس ذو الوجه المتعب الذي يدعو للشفقة والرثاء …..يريد أن يتكلم ولكنه في اللحظة الخيرة يعدل عن ذلك لقد تعود طوال حياته أن يصمت بينما يتكلم الآخرون تعود أن يكون فمه مكمما لكي لاتحسب عليه أي كلمة يقولها قد تؤذيه أو ربما تتسبب حتي في مقتله ….تعود أن ينام وهو مظلوم ولا يقوي علي قول كلمة حق في وجه ظالمه فيصحو بمرارة في حلقه لا تزول وبألم يغزو معدته فينغص عليه حياته.
أخذت أضحك وأضحك …. وأخبط علي الأرض بقوة بقدمي وأنا أنظر اليه …. هيا تكلم ….لما انت صامت ؟؟ نظر الي بصمت وتعجب ثم بداء في البكاء أخذ ينتحب ويبكي ….أختلط صوت بكائه بضحكاتي الهستيرية فشكلت مزيجا مرعبا من أختلاف المشاعر …. لم أحس بأي شفقة تجاه هذا المخلوق الضعيف ….فقط شعور بالسخرية والرثاء …..توقفت فجأة عن الضحك ….بينما لايزال ذلك المخلوق يبكي بحرقة ….ألم يكتفي من البكاء والنحيب ؟؟؟ لقد قضي نصف عمره مظلوما مهانا وهو يبكي وينتحب ولا أحد يستمع اليه !!! وماذا بعد !!! تراجعت الي الخلف خطوتان وتقدمت ناحية المرآة ركلتها بقدمي بقوة ….تحطمت وتناثر زجاجها في كل اتجاه ….أخيرا صمت ذلك المخلوق وكف عن البكاء ….ونوبة من الضحك بدأت من جديد .
10 اغسطس 2017