أمل بنود
هل علمتم ما الذي حلّ بظافر ؟
كنا قد ظنناه سافر ! ؛ حتى صارت زوجته تردد:
لا لا لقد اختفى ظافر!
وتتيبس أقدامها ليلاً على العتبات منادية :
يا ظافر يا ظافر !!
مر بها شبان يقطنون اخر الحي يتمايلون سكارى، وما أن رأوا حالتها تعجبوا: ألم يعد إلى بيته العم ظافر !! وراحوا يرددون بألسنة مثقلة يا ظافر أأ نقصد أيها العم ظافررر…
في هذه اللحظات ارتطمت قنينة من يد أكثرهم نشوى بباب البيت الثالث خرج صاحب البيت مسرعًا مستفهمًا فانغرست شذرة زجاج في قدمه صرخ متأوها:
أتشرب وترمي القناني على الأبواب يا ظافر؛ اللّعنة على ظافر !!
اخذت الرؤوس تثقب الشبابيك متسائلة:
هل تقصد أنه هو من يرمي القناني على أبوابنا ليلاً ؟ اللّعنة على ظافر اللّعنة على ظافر !
..
أشرقت شمس الصباح على اسم ظافرٍ معلوكًا بالألسنة؛ مطبوخًا في الطناجر؛ مفروشًا على العتبات؛ متدليًا من الشرفات حتى أن أطفال الحي استبدلوا ال(وااااابيس) ب(ظافر جااااااء؟ .. مازاااال)
وأصبحت روح ظافر متهمة داخل كل بيت
إذا لم يستطع هذا أن يسد لقمة عيشه يقول أفقرني ظافر، وإذا أصيب ذاك بمرض خبيث قال أطاح بي ظافر، ومن يكون عنيفا يقولوا تلبسه ظافر، والجاهل يؤكد جهلني ظافر، والتي يتأخر نصيبها يقال سد عنها العيون ظافر حتى ذلك الطفل الشقي عندما أوقع المزهرية بطابته أقسم لأمه: لستُ أنا .. إنه ظافر !
وما أن باغتت تلك العاشقة (فريسة المماطلة) حبيبها بالسؤال : متى ستتقدم لخطبتي من أبي
تلعثم وتمتم : عندما يعود ظافر !!
لم يتوقف الأمر خلف أعتاب البيوت حيث أكد موظفو المصارف أنهم أمناء لولا ظافر !
ومدير ذلك المشفى اقسم بشرف ابنته بأن الدود الذي أكل المرضى قد فعل فعلته بتحريضٍ مباشرٍ من .. ظافر !
ازدادت الشكاوى حتى أصدرت الحكومة بيانًا مستعجلا بأنها قادرة على اصلاح كافة الأمور..إلا أنه ظافر!!
ووسط كل هذا التظافر على ظافر عاد ظافر.