غلاف رواية ديجالون. للكاتب: المختار الجدال.
سرد

رواية ديجالون – الحلقة 10

غلاف رواية ديجالون.
للكاتب: المختار الجدال.

-12-

وصلنا مطار دمشق وجدنا ترحيب منقطع النظير ولم ينتبه الأمن السوري للإضافة المزورة للأبناء وكان شخص ليبي يدعى أبوعبدالله وهو أسم حركي ينتظرنا في المطار ونقلنا على الفور لشقة بحي السيدة زينب والحي كان حي شعبي يكثر به أتباع المذهب الشيعي، ولكن لم استوعب الخوف والرعب الذي سيطر على مشاعري منذ وطئت أقدامي مطار دمشق.

استمرت إقامتنا في دمشق ست أشهر لم يتعرض لنا أحد إلا في مناسبتين فقط عندما حضر الأمن السوري وطرق باب الشقة التي نسكنها وسألنا عن وضع إقامتنا ولكننا اجبانهم بأننا في رحلة سياحية وسوف نغادر قريباً.

أقام معنا في الشقة أحد الليبيين من مدينة طرابلس ويدعى عبدالرحمن كان رجلاً طيب ومتدين وذو أخلاق حميدة ولما لم نستريح في سوريا وساورنا شعور بالخوف قررنا السفر باستعمال الجواز السعودي.

حجزنا تذاكر سفر مستخدمين لندن ترانزيت وعندما نصل إلى لندن نغادر الطائرة ونطلب حق اللجؤ السياسي وإذا ما فشلنا فسوف نواصل رحلتنا إلى الدار البيضاء المحطة الأخرى وهناك نتحجج بزيارة بعض الأصدقاء والذين تم التنسيق معهم على استقبالنا.

كان يرافقنا عبدالرحمن إلى المطار لتوديعنا، وعندما بدأنا في إنها الإجراءات شك الآمن السوري في تزوير الجواز فأوقفنا وبدأ معنا التحقيق وعاد عبدالرحمن ليخبر الجماعة بأنه قد قبض علينا.

لم يستمر التحقيق معنا طويلاً فقد وجدنا ضابط سوري قال لزوجي بصوت عالي :

– هذا الجواز مزور قل أنت من أي بلد ؟؟ وزاد في صوته تكلم أنت من وين ؟؟ تكلم ؟؟

– وعندما هم زوجي بالاعتراف بأنه ليبي..

– قال الضابط.. قل إنك عراقي.. قل إنك عراقي.. وقذف بالجواز السعودي المزور نحوه وقال له أخرج.. أخرج..

خرجنا من المطار وعدنا مسرعين إلى المكان الذي كنا نسكنه بحي السيدة زينب فوجدنا عبدالرحمن قد وصل قبلنا بقليل وهو يقف في الشارع ويخبرهم بأنه قبض علينا ولما رآنا ننزل من السيارة أخذ يصرخ ويركع على الأرض.

طبعاً الموضوع هكذا لا يمكن تصديقه أبداً تقع بين يدي رجال الأمن وبحوزتك جواز سعودي مزور ويطلق سراحك بهذه السهولة هذا أمر لا يمكن أن يخطر على بال عبدالرحمن ولا بال أحد غيره.

غير إن تلك الفترة كان العراقيين فيها يجوبون العالم هروباً من نظام الحكم عندهم وكانت الدول العربية خاصة سوريا متعاطفة معهم ويساعدوهم.

ومن الممكن أن يكون الضابط السوري قد عرفنا إننا من ليبيا وإن حالتنا شبيهة بما يتعرض له المواطن العراقي فهاله حالنا وأفتعل حكاية أنت عراقي ليطلق سراحنا.

المهم أننا عدنا أحرار بحي السيدة زينب بدمشق وجاء شهر رمضان الذي قضيناه هناك برفقة أبوعبدالله وزوجته التي تدعى أمال ومن المفارقات إننا لم نزورهم في بيتهم أبداً فكانوا هم يحضرون إلينا أما نحن فلم نزورهم في بيتهم أبداً، والسبب هو إن أبوعبدالله لا يريد أن يعرف أحد بيته خوفاً من الإبلاغ عنه.

انتقلنا إلى شقة أخرى بنفس الحي وبدأ البوليس السوري يزورنا ويستفسر منا عن إجراءاتنا وإلى متى سوف تستمر إقامتنا كنا نجيبه بأننا سنسافر قريباً.

التقينا في دمشق بمجموعة من الليبيين قضينا شهر رمضان برفقتهم وكانوا ناس طيبون ومحترمون ومنهم مصطفى وعمر وصلاح وهم من مجموعة التجمع.

بعد انقضاء شهر رمضان قررنا السفر إلى كندا عن طريق ماليزيا باستخدام جواز السفر السعودي لأن المواطن السعودي غير مطالب بتأشيرة دخول إلى كندا .

سافرنا إلى عمان ومن هناك إلى كوالالمبور في ماليزيا وصلناها الثلاثاء وكان في استقبالنا صديق يدعى أحمد نقلنا إلى بيته ولما كانت زوجته تنزل بالمستشفى في حالة ولادة فقد كان البيت بتسعنا جميعاً وقمت بزيارتها في المستشفى.

بقينا في كوالالمبور الأربعاء والخميس والجمعة صباحاً توجهنا إلى المطار لمغادرته إلى كندا..

 

اقرأ: رواية ديجالون – الحلقة 9

مقالات ذات علاقة

ارزوقـة

زياد العيساوي

رواية الحـرز (1)

أبو إسحاق الغدامسي

رواية الحـرز (3)

أبو إسحاق الغدامسي

اترك تعليق