ترجمات

أفريقيا – اللحظة الزرقاء

مارجا هاجبورج *


 

– 1 –

أَحْتضن جسدَك المرتِعش فيما تكرّر أنت ….

“لا أَستطيعُ أن اصنع هذا الفيلم..لا أستطيع….”.

تبكي وترتجف…

تسألني.. “لماذا تعجزين عن رؤية استحالة ذلك في هذا البلد الشرير؟.”

في عينيكَ الذابلتين ..ثمة سحابة حزن لم يكتمل..

أسألك ..

“لكن لماذا نحن هنا ؟؟؟…

أنت تستطيع أن ترى كل شيء وبوضوح من خلال عدستِكَ السحرية ،

لَكِنَّك تُغْلق عينيكَ كُلَّ مَرَّة يموت فيها بصمت طفل رضيع ..

أو يَستجديك فيها رجل فقد ساقيه….

أما كنت تعلم أي فتحة للجحيم ستجد هنا..!! “.

 لازلت ترتجف.

 

 

– 2 –

تحت شمس الظهيرة القاتلة….

رائحة الموت تعانقنا

عظام بيضاء هشّة حولنا…

أكوام …أكوام…

عظام ورك، عظام ساق ،….

وأصابعِ يد تشير إلى السماءِ.

تَستديرُ من الرعبِ ولَكنَّك تعجز عن الهُرُوب.

أكوام جماجم، هُشِمت كقشور بيض،

حطّمَت بالمناجلِ – دونما تردد – مِن رجالِ ذوي أيدي باردة وعيون كعيون الضباع.

أنت رأيت كل ذلك تحت  شجرة يعلوها قرد بينما العالم بأسره يغمره اللون البنفسجَي ثم الأزرقَ – وبعد ذلك – العدم.

 

 

– 3 –

ذكريات زالت،

قشطتها أدوات حادّة، عالجَتها بِجُرع قويَّة، قُطِعت ثم رُمِيت بعيداً.

غير أنك وحدك لا تَستطيعُ النِسيان.

لا زلت تَتمنّى بأنّ  تَنَامَ – ولو لليلة واحدة – ليلة تتنفس فيها بوداعة فهد رضيع.

لكنك ترتجف.

– 4 –

تبكي و تَشْربُ الويسكي في اللحظةِ الزرقاءِ.

تَقُولُ لي بأنّني لا أفهمك وأنني معزولة وضائعة .

أنا امرأة الشمال…

أَقُولُ لك أن العالم حتما سيصغي إليك.

حتما سيصغي.

ترفض تصديقي…

فكلانا يعلم أنني كاذب.

وجسدك لا يزال يرتعش.

___________________________

* كاتبة أمريكية شابة تكتب نصوصا قصصية مقتفية بذلك أثر الشاعرة والقاصة الكندية مارجريت أوتوود.

ترجمها بتصرف: عطية صالح الأوجلي.

مقالات ذات علاقة

قصة أسناني

مأمون الزائدي

قصائد للشاعر الاسباني جيراردو دييغو (1896–1987)

عاشور الطويبي

انطونيس ساماراكيس .. شارع البريد

زكري العزابي

اترك تعليق