(إن أي مساس بشرف الوطن، هو طعنة في شرف جميع الليبيين. الوطن هو الأم والبنت والأخت والزوجة. الوطن هو كل حياتنا ووجداننا، حاضرنا وماضينا ومستقبلنا). هذا هو العاشق، المتيّم بوطنه، الغيور عليه “سليمان كشلاف”، الذي أحب ليبيا، فكتب لها، وتغزل ونادى بها. لذا كان كاتباً من نوعٍ مختلف، ومن خامة مختلفة.
فهو كاتب يكتب المقالة والخاطرة والنقد، بعفوية وسلاسة، وبعمق، لذا فهو يحقق معادلة (السهل الممتنع)، ويضيف إليها عين ثاقبة وبصيرة بما حولها. لذا وهو يكتب في الشأن الثقافي لم يستثني جنساً أدبياً، أو يختص في جانب بعينه، وأن كان له اهتمام بالقصة القصيرة الليبية، جعل كتابته شمولية، وسابرة، حتى في نقده الأدبي كان يتميز بانطباعية خاصة، تحمل بصمته، بصمة “سليمان كشلاف”.
سليمان سالم كشلاف، ولد بطرابلس في 2 ديسمبر 1947، حيث درس بها المراحل التعليمية الأولى، حتى انتقاله إلى مدينة بنغازي، للالتحاق بالكلية العسكرية.
في العام 1970، تحصل على بكالوريوس في العلوم العسكرية، ليلتحق بعدها بالعمل بالقوات المسلحة، حتى 1975، ليلتحق في ذات العام بالشركة العامة للنشر والتوزيع والإعلان، كما كانت تعرف وقتها، وخلال فترة عمله بها، والتي استمرت حتى 1983، تولى العديد من الوظائف خلالها.
انتقل بعدها للعمل بالشركة العامة للخيالة، كرئيسٍ لها، أو كما كان يعرف وقتها، أميناً للجنتها الإدارية.
في الصحافة، كتب في عديد الصحف الليبية والعربية والعالمية، وكانت إسهامه مميزاً، فكتب في أغلب الصحف والمجلات الليبية، كما عمل في تحرير بعضها، كصحيفة الصحافة، ومجلة المسرح والخيالة، ومجلة لا.
قدم للإذاعة مجموعة من البرامج الثقافية، من بينها: كاتب وقصة، وقصص ليبية للأطفال. هذا إضافة لتجربة في كتابة السيناريو، لبعض الأعمال القصصية، من بينها سيناريو وحوار لقصة (السور) للقاص كامل المقهور.
نشر له، مجموعة من الكتب، استطعنا إحصاء:
كتابات ليبية، دقات الطبول، دراسات في القصة الليبية القصيرة، بعد أن يُرفع الستار، شخصيات رافضة في القصة القصيرة الليبية، العاشق والمعشوق، الحب –الموت، عاشق، مواويل حب، عندما نحب، الحب والشتاء، دراسات في الأدب، الشمس وحد السكين، آراء في كتابات جديدة، ومن العشق ما قتل.
كانت حياته الأدبية، غنية وثرية من خلال إسهامه وحضوره المميز في الملتقيات والأمسيات، والمهرجانات الثقافية، باحثاً ومشاركاً ومشرفاً، ومعلقاً، كما إنه كان له احتفاؤه الخاص بالأقلام الجديدة.
بعد معاناة من المرض الخبيث، انتقل إلى جوار ربه في 23 من شهر يوليو 2001، ليدفن بمدينة طرابلس، وتحديداً بمقبرة سوق الجمعة.