حوارات

الشاعر الليبي ” علي الرحيبي” : لفسانيا … الفن للفن ..منتوج زائف يكرس ثقافة الرأسمال المتوحش

الشعر جواز سفر، وطن وخلود، مساحات سحر، تحليق على أجنحة الأحرف والكلمات وبوح لا ينتهي، مداده حبر الروح لعوالم غير مرئية، واليوم ها أنا أحاور شاعرا لا يحتاج أن يقدم نفسه، فشعره بمثابة بطاقة تعريف وتذكرة عبور لكل القلوب الجميلة بجمال قلبه وروحه، أنه الشاعر علي الرحيبي كان للحوار معه متعة تفوق التصور، إجاباته عفوية شديدة الوضوح، متمكن في الأدب واللغة والشعر والحياة.. هكذا بدأ لي وأنا أحاوره، فهو مؤمن بأنه لا طقوس للكتابة، إلا الشعور بالامتلاء ونضج الحالة الشعرية.

حاورته / حنين عمر

الشاعر علي الرحيبي عن صفحته على الفيسبوك
الشاعر علي الرحيبي
عن صفحته على الفيسبوك

الشعر يعنى التلازم بين الصورة والايقاع.. بدون ذلك فلا يوجد شعر

الفعل الكتابي والتأليف الشعري هل له آلية خاصة عند الشاعر علي الرحيبي؟

– لا أستطيع القول بان له حالة خاصه بالمعنى الطقوسي واعتماد أجواء لها تميزها،  وهيئات خاصة للكتابة، الشرط الأساسي الوحيد هو توفر الرغبة في الكتابة والشعور بالامتلاء بالحالة بالمعنى ونضجه لأكون جاهزاً  للكتابة على المستوى الداخلي، يبقى المناخ الخارجي مرتبطا بتوفر الامكانيات لإمساك القلم والتعاطي مع الشعر كتوفر المكان، وقدر من عدم الانشغال بأمور أخرى تجعل الكتابة صعبة أو مستحيلة، في حالات يكون فيها الحاح الحال والمعنى قوياً وعدم توفر شرط خارجي يسمح برسم الحروف على الورق الجأ الى الكتابة في الذهن اذا ما توفرت حالة من الهدوء تسمح بذلك ( وهى حالة او قدرة اكتسبناها خلال مرحلة السجن في الفترات التي تنعدم فيها مقومات الكتابة من ورق وأقلام فكنا نكتب بالذهن والذاكرة) وحين تتاح فرصة التدوين نكتب ما تَخزن في الذاكرة.

الخلق الشعري أشبه بعملية إعادة صياغة للخشن والملموس والمعتاد بصيغة أشد كثافة وجمالية.

ما هو سؤال الشعر لديك؟

– سؤال الشعر عندي يتلخص ويدور حول امتلاك القدرة على الإمساك بالصياغة المكثفة والجمالية للحياة بمعناها الواسع وهى صياغة في العملية الشعرية مادتها اللغة بما تعنيه من حرف وعباره ذات طبيعة تجريديه لما هو محسوس بالحواس وما ينتج من هذا الوعى الحي عملية الحس من مشاعر وعواطف تضطرم في النفس الإنسانية وتثير انفعالها وتفاعلها

وعلى هذا الأساس تبدو عملية الخلق الشعرى اشبه بعملية اعادة صياغة للخشن والملموس والمعتاد بصيغة أشد كثافة وجمالية بغض النظر عن قبح الأصل المنتزع منه التجريد او المعنى الكامن، الشعر جمال في الإنتاج والصياغة، تمنح المعنى عمقاً حتى وان كان هذا المعنى يتسربل بما هو حزين أو مؤلم،

ربما تكون صياغاتي في الإجابة غامضة الى حد ما ولعل ذلك يعود الى محدودية المساحة للإجابة على مثل هذا السؤال الكبير، لكن من المهم التأكيد على أننا نتحدث عن حالة من حالات الفعل التجريدي الذي يميز الكائن الإنساني وهو الفعل الذي تسبح الكتابة الشعرية في بحاره مسكونة بطموح التكثيف والجمال

في قصائدك أثر أحياناً خفي وأحياناً ظاهر للصوفية؟ فكيف تصف هذا الأثر؟

الحس والروح الصوفية هي ( الثدي ) المدرار والأصيل الذى يمتح منه الشعر، النزوع الصوفي بتصوري أصيل في الذات الإنسانية الشغوفة بالمطلق التواقة الى وعي الوجود في كليته واستيعاب الا نهائي العصي على الإدراك والإحساس به بكيفية ماديه، فالإنسان من حيث كونه انسانا في كل زمان ومكان يواجه ما يسميه الفلاسفة ب ( صدمة الوجود ) والأسئلة الكبرى الناتجة عنها من قبيل من أين والى أين ومعنى الوجود والحياة …الخ، واشواقه في الخلود والسيطرة على الطبيعة والتحرر من شروط الضرورة طبيعية كانت أو اجتماعيه ( ربما في هذه الأشواق يكمن معنى الروح الالهية التي نفخها الله سبحانه في الإنسان..)، أن هذه المناخات الصوفية بتقديري هي المنابت الحقيقية للشعر الحقيقي..

التجربة الشعرية الليبية بها تجارب ملفتة ومقتدرة على مستوى قصيدة النثر

أنت من كتاب القصائد الموزونة والمقفاة والعمودية، هل لك تجارب في كتابة القصيدة النثرية؟ وما رأيك في هذه القصيدة ومدى نجاحها في ليبيا؟

– أولاً. لا أعتبر نفسي من كُتاب القصيدة التقليدية (العمودية).. وإن كنت لا أرفضها فهناك قصائد عمودية رائعة لشعراء معاصرين صائد (الجواهري) و (عبد الرزاق عبد الواحد) وغيرهما..

أنا اكتب ما يسمى بشعر التفعيلة الذي ظهر مع بداية الحركة الشعرية والتي من أبرز روادها (بدر السياب) و(نازك الملائكة) وهذه الثورة التي اسست لشكل وصيغة جديدة في الكتابة الشعرية تجاوزت الشكل الكلاسيكي للقصيدة العربية المؤسس على البيت العمودي المكون من صدر وعجز وروي قافيه والتزام بتفعيلات البحور الشعرية المعروفة والتي حددها (الخليل بن احمد) واضاف لها (الاخفش) …الخ

لقد كسرت الثورة الشعرية البنيان الكلاسيكي لكنها احتفظت بالتفعيلة وفق ما احتوته البحور الشعرية باعتبارها وحدة ايقاعية وجرس موسيقى تعكسه توزيعات المتحرك والساكن من حروف الكلمة، وبالرغم من هذا الإيقاع والجرس النغمي يعتبر من مكنونات البنيان الشكلي الظاهري لكنه في نفس الوقت ظل مهما لتمييز المقول الشعرى عن غيره من أجناس القول الأخرى فالشعر مرتبط بالإيقاع، طبعا مجرد الإيقاع لا يخلق شعراً،  فهناك الصور والمعاني التي تعتبر أركانا أساسية في أي منتج شعرى حقيقي ينبغي أن تكون مضفورة مع الإيقاع ليكتمل البناء الشعرى، أن ما يسمى بقصيدة النثر والتي لا تلتزم بالتفعيلة وايقاعاتها بتقديري لم تفلح في انتاج ايقاعات جديدة ( تفعيلات جديدة تحتوى على هرموني جديد في توزيع المتحرك والساكن يتجاوز الهرموني الموروث ) وقد ركزت القصيدة النثرية على جماليات الصورة والتراكيب اللغوية في محاولة لتعويض غياب الإيقاع، وقد تسرت هذه الجهود عن نتاج لاشك في ثرائه وعمقه وجمالياته الباطنية، لكنه في تقديري ظل قاصرا عن تحديد هويته الشعرية المتميزة كجنس يتمايز عن أصناف الكلام الأخرى النثرية العالية التشكيل كمنثورات المتصوفة ( مثل مواقف النفري ).

ووفق هذه الذائقة عندي لم أجد في نفسي الاستعداد للتعاطي مع هكذا نتاج كشعر، كتبت في مراحل ما على هذه الشاكلة لكنى لا انحاز لوصف ذلك بالشعر، لذلك وعلى مستوى الكتابة الشعرية لازلت ارى في التفعيلة كوحدة ايقاعيه جزء من العملية الشعرية والتزم بها دون ان أشعر ان في ذلك قيدا يحد من حرية المخيلة الشعرية او يحاصر تدفق المعنى الشعري او يسم الصياغة بالتكلف والصنعة …

وفى التجربة الشعرية الليبية هناك تجارب ملفتة ومقتدرة على مستوى قصيدة النثر – كما لدى الشاعر مفتاح العماري على سبيل المثال لا الحصر – وربما سينتج مستقبلاً ما سيجعل هذا النوع أكثر تأصيلا زاد تميزا مما يكسبه سماته الإيقاعية الخاصة والمبتكر ليكتمل بها بنيانه الشعري الذي يميزه عما هو منثور..

على الرحيبي أحد المعتقلين السياسيين في فترة حكم القذافي، حدثنا عن تجربة السجن، وهل ساهمت في صقل موهبتك الشعرية أم أخرتها؟

– حقيقة لا أجد حماسة للحديث عن تجربة السجن، ومنذ خروجي منه في عام 1988 بعد قضاء ما يقارب من 10 سنوات إلا بضعة شهور كنت اتجنب الحديث عنها وحتى ان اضطررت للحديث كنت أركز على استحضار المواقف الفكاهية والمفارقات التي مررت بها ذات المعنى الساخر والعجائبي، ربما كان ذلك للتغلب عن مرارات عذاباتها على المستوى الشخصي والتحرر من تأثيراتها المرة.. ولهذا سيكون بوسعي الحديث عنها موضوعياً فأقول بأن تجربة السجن بشكل ما تعتبر مصدر اثراء للتجربة الشعرية بما توفره من مساحات تأمليه من ناحيه وبما تفجره في النفس من أشواق ضاريه للجمال وتلك القدرة الرهيبة التي تمتلكها الروح المتشبثة بالحياة في خلق الجمال في أشد الأماكن قبحا واختراع البهجة في اكثر اللحظات وحشه، خصوصاً عندما يكون لدى الإنسان وعي حقيقي وفهم لصراعات الدنيا والتاريخ الإنساني وقوانينه وسنن الله فيه، أن الشعر وفق هذا الوعى يكون أشد نضجاً وحرارة وصدقاً وسيكون اداة توازن للروح وشحذ لقدراتها على المقاومة واستيعاب المحنه، كما أن مناخات المحنه ايضا تجعل الحال الإيمانية أشد عمقا، فالله يكون اكثر قربا وحضورا في النفس عندما تشتد المحنه، وكل هذا يشكل رحماً مثاليا للشعر.

لا يمكننا صنع حداثة أصيله دون امتلاك للموروث

على الرحيبي من جيل ربما يطلق عليه جيل الأصالة، فكيف يمكن أن نوفق بين الأصالة والمعاصرة حسب رأيك؟

هذا سؤال يفتح باباً لبحرٍ لازال موجه مضطرما في فضاء ثقافتنا العربية المعاصرة إنه من اسئلة النهضة الكبرى التي سال فيها حبر كثر واحتدم حولها صراع وجدل فكري مشهود منذ بدايات القرن الماضي ومواجهة مجتمعاتنا لأسئلة النهضة في سياق تاريخي تمثل في تحول الرأسمالية الى مرحلتها الإمبريالية حيث سعت لرسملة العالم وتحويله الى صبغ التابع للمركز الرأسمالي، إن هذه الوضعية انتجت مفارقه تتمثل في أن النموذج المعاصر الذى مثلته الحضارة الغربية وقيمها هو نموذج نتعاطى معه بحالة صراعية،  أي أننا نحاول تمثله ونجتهد للتحرر من سيطرته في نفس الوقت، وفى هكذا مشتجر زاغت عقول سواء من تماهى مع المستعمر الرأسمالي وأستسلم له متبنيا أطروحته دون عقل نقدي، أو من انكفأ الى ماضٍ يُشكل هوية تاريخية للأمه فانتهى الى موقف متحجر لا يستجيب لشروط الحياة، وهكذا يلتقي الموقفان الى خلاصات عدمية فاجعة.

جيلي كان شاهدا على هزيمة المشروع النهضوي العربي في حلقته الأخيرة التي قادها التيار القومي

لا أخفى ان جيلي كان شاهدا على هزيمة المشروع النهضوي العربي في حلقته الأخيرة التي قادها التيار القومي، لذلك كان أشد احساسا بحرقة سؤال الأصالة والمعاصرة، وربما كنت أكثر رفاقي انشغالاً بهذا الهم، وأكثر تشابكاً مع قضاياه، واشتغلت على تكوين عقل نقدي لكل اطروحات النهوض العربي، وتأسست عندي قناعات تربط بين موروثنا وهويتنا العربية الاسلامية وأسئلة عصرنا وأعتقد ان هذا هو أساس لازم لأن نقدم ابداعنا وتميزنا، ومن هنا امتلئ بروح المؤمن المسلم الذى يبتغى أن يقدم فهمه ورؤيته لواقع اليوم كابن له وليس وفق رقي وفهم قدمها الأسلاف لواقعهم، علينا ان نبدع فَهمُنا واجتهادنا بذات الجهد الذى بذله اسلافنا تجاه واقعهم ولا نكتفي بتكرار واجترار ما قالوه، وفى هذا فليتنافس المتنافسون..

أسمعُ كثيرا عن جملة “أدب ملتزم” فهل يؤمن الشاعر بكلمة” الأدب الملتزم”؟

حقيقة هذا المصطلح (الأدب الملتزم) كان يستخدم للرد على دعوات انتشرت في مرحلة تاريخية من تاريخ الثقافة الرأسمالية روجت لمقولات تسعى لعزل الأدب والفن عموماً عن الحياة وافراغه من مضمونه الاجتماعي تحت ستار الانحياز للقيم الجمالية والفنية للمنتج الأدبي وترددت مقولة (الفن للفن).. وكل هذه الدعوة تنطلق من مقدمة مزورة تَدعي بضرورة التزام الفن بالحياة وقضايا الإنسان العادلة في صراعه ضد الظلم والقبح والبشاعة التي تنتهك انسانية بنى ادم انما هي على حساب القيم الجمالية اللازمة للعمل الادبي والفني..  والمتأمل لهذه المقولة بعمق بوسعه أن يكتشف أنها لا تعني ولا تهدف حقيقة إلاّ الى تحييد سلاح الأدب عن معركة الإنسان من أجل تحسين شروط حياته، وهى بهذا المعنى وبصورة من الصور دعوة ملتزمة بما هو معادي للإنسان.. أن الأدب نشاط إنساني، وكل نشاط إنساني يتصف بأنه ليس إلاّ استجابة لحاجات الإنسان الحقيقية، وبالتالى فإن الأدب حتم عليه أن يعكس فعالية الإنسان وطموحاته وأشواقه وتطلعه للمثل العُليا ذات الصله بتحسين شروط الحياة والعيش في عالم تسوده العدالة والحرية، طبعا كل هذا يكون دون الإخلال بالشروط الجماليه اللازمة للعمل الأدبي التي تحول دوم تحوله الى خطاب دعائي تبشيري سطحي ممجوج. العمل الادبي ينبغيان يكون ذا معنى، ولدينا مثل شعبي يلخص ذلك يقول (الكلام بلا معنى. فاهه)

أين يقف الشعر والشاعر الليبي، والأدب الليبي والأديب الليبي اليوم إذا ما قورن بالشعر والشعراء والأدب والأدباء العرب والعالميين؟

   – لا جدال بأن النتاج الأدبي الليبي له موقعه على خارطة الأدب العربي وهذا تؤكده تلك المكانة المرموقة التي احتلتها أقلام ليبية معتبره ممن اجتيحت لها فرص التواجد والكتابة خارج ليبيا مثل الصادق النيهوم، وأحمد ابراهيم الفقيه، وابراهيم الكوني مثلا، فقد قدمت هذه الأقلام اعمالا فرضت نفسها بجداره على الساحة العربية وحتى العالمية.

وباعتقادي ان ضعف حركة النشر والتسويق في بلادنا وغياب الماكينة الإعلامية والدعائية والتعريفية بالمشهد الأدبي جعل الكثير من النتاج الأدبي الليبي في الظل وبعيدا عن عين القارئ العربي رغم كونه يحتوي نتاجا عالي المستوى وجدير بان يحتل مواقع متقدمة على الخارطة الأدبية العربية وحتى العالمية.

لماذا لم نرى منشورات على الرحيبي، أم أنك ضد النشر، وماريك بوسائل الإعلام الحديثة كوسيلة للنشر؟

– الكثير من الأصدقاء يوجه لي ذات السؤال وبصيغ لوامة احيانا، الحقيقة ليس ثمة سبب مباشر وواضح، ربما في وقت ما كان الهاجس الأمني والرغبة في تجنب المشاكل تجاه سلطة لا تتورع عن التعاطي بقسوة مبالغ فيها تجاه ما يزعجها وما لا ترضى عنه مهما كان بسيطا ومحدود الآثر، خصوصا بعد الخروج من تجربة سجن كان الحكم فيها بالمؤبد ثم رفع للإعدام من قبل محكمة ثورية عقدت جلساتها واصدرت حكمها هذا بالتصفية الجسدية. حسب تعبيرها.. دون ان نمثل أمامها او تسمع اقوالنا ورغم أننا كنا في السجن نقضي عقوبة التأبيد ومضى من اعمارنا فيه وقت نظرها للقضية أكثر من 6 سنوات!!!!

هذه الهواجس الأمنية القاتلة لأي حماس في النشر ربما جعلت مسألة النشر لا تتحلى بالاهتمام الكبير عندي، ومع هذا فقد نشرتُ بعضا من النصوص ببعض المواقع الإلكترونية كموقع براح الأدب كما ساهمت بالنشر ضمن الموسوعة الشعرية العربية الكبرى، التي تشرف على اعدادها مشكورة الشاعرة المغربية (فاطمة بوراكه)

كذلك ربما يساهم في هذا الإهمال فيما يخصص النصوص الشعرية، انصراف إهتمامى مؤخرا الى انجاز جهد فكرى يتصل بمحاولة تقديم فهم معاصر” للقرأن الكريم ” الذى اعتبره كتاباً مؤسساً ومكملاً للهدي الالهى اللازم لتكون حياة الإنسان جديرة بقيمة الإنسان العليا كمخلوق تمتع بروح من الله سجدت له الملائكه وسخرت له الدنيا بل والكون بأسره.. وهو جهد أعنونه بعنوان (الاقتراب من الحرف المقدس / مدخل لفهم القرآن).

ادعو الله ان يمد العمر ويعين على انجازه وفق ما أتمنى.

هل يمكن أن تسمعنا بعضاً من شعرك هاهنا؟

بكل سرور اخترت لكم قصيدة بعنوان:

 صار الصمت على العشاق دليلاً

باللوز وبالليمون

وبالليل المكتظ

 بشهوات زخرفها اللحن الصوفي

اغازل تاء التأنيث بقلبى

واضم جراحى

من أين أباشر تعرية الفل

أرتب كفي كي تلمس شهقتها

وأعد سلاحي ؟

أيقظت حروفى قاطبة

وإخترت ( الألف ) عنادا

وتوسلت به مفتتحا لرياحى

كانت ( تاء التأنيث ) هناك

في الركن الأيمن من قلبى نائمة

أطلقت عليها رشقة فل فانتبهت

وإشتد الألف وضوحا

أعيد الطلقة ثانية

فاستيقظ في أقصى غابات الليل

غزال عربى القسمات

وكان فصيحا

رمز العشاق غزالي هذا

فأقصد في مشيك

وأغضض من صوتك

يا ألفا من نحو الصوفية سكرانا بالخلق

ممتلئا بالوجد صريحا

وعلى مهل يختمر  الليل بقلبى

يحلب من تاء التأنيث لبانة عشق

ويعشق روحي في قوس الخصر

لتصبح وترا بالشدة ينظم

وبالضم يدوزن ما كان من الألحان جميلا

أي. مقام هذا

ألف بين التفاح وكفي

خلف لعثمة في لغتي

حين تصاعد بالنغمات

وما كان على بخيلا

صارت معجزة النغمات هنا صمتا

يفصح أكثر من اي كلام

تلك اﻵية من رب الكون

فسبح يا قلب هنا صمتا..

____________

نشر بصحيفة فسانيا.

 

مقالات ذات علاقة

الشاعر محمد عبد الله.. لفسانيا: طموحاتي كبيرة جدا ليس لها مدى أو حتى فضاء يحتويها

المشرف العام

يونس الفنادي: الأدب الأردني يفيض بالجماليات والقيم الإنسانية

المشرف العام

صالح السنوسي: لا أستطيع أن أحصل على غنيمة من المافيات الثقافية العربية

المشرف العام

اترك تعليق