ماذا يمكن أن تأخذ منه الريح؟
علق علي مهمازها تعبا قديما
ومدد علي أطرافها أسراره
لم يخف فهي لم تعد تسأل عن حامليها
وهموا ليسوا سوي نبض متاهات وصفير موحش
مقهي مبلل بالمطر وشتائم العابرين
كنتَ في فتحة المكان كلاما بذيئا
ضوئك علي الباب دخان أزرق
وحلوق القوم وردية
سلمهم
يفضي إلي أحلام
لا ترجع إليهم
باب المقهي نصف مفتوح
قدمان يتبادلان الرقص
علي خشب هذبه
صهد المسافات القريبة
ودهن قبلات آخر الليل
لم يكن لهما ولع بالأناشيد
ولا ركبا يوما سروجا مذهبة
ولا انحرفا عن طريق
في المبني المقابل
في الغرفة العليا
تكتظ الحيطان
بالعناق القديم
والعناق الجديد
كان وقت الرقص
نافذة مغلقة
وضوءً في ركن مستسلم
كان بلا خطيئة
حين احتواه المساء
يتساءل هل هي
امرأة الساعة السادسة
أم الساعة الثامنة
الفراش يحاوره النعاس
هو لم يذق برد الشوارع الفارغة
ولا ارتطام الزجاج الفاسق
ولا من ثقب ما
من كأس بين أصابع غضة كأصابعه
من سائل يطفر بالنشوة
من فرح نحيل ينحني علي شفة المرأة التي دخلت
كانت الموسيقي تستنسخ ذاتها علي مهبط اللذة
وكان السقاءون يريقون
عرق الرغبات في كل شيء
السيقان الملتفة
الرقص والرائحة
تدخل إبرة
الاشتباكات الحميمة
الزمان بطيء
داخل الأنفس
سريع فوق أرضية
المقهي المتألم
بوليرو
بدأت الآن
______________________
• بوليرو: اسم مقطوعة موسيقية من تأليف الموسيقي الفرنسي موريس رافي