طيوب عربية

عاصمة الثقافة العربية تعزف أوبرا ‘صفاقس المقاومة’

الاحتفالية المقامة في عاصمة الجنوب التونسي تنتصر لثقافة الحياة والفن، والأنشطة تشمل الساحات والشوارع والأماكن الأثرية والمسارح.

ميدل ايست أونلاين

أرشيفية عن الشبكة
أرشيفية عن الشبكة

تونس – قالت وزيرة الثقافة التونسية التي تعاني بلادها من تزايد انتشار التشدد الديني إن احتفالية “صفاقس عاصمة للثقافة العربية” التي تبدأ السبت ستفتتح بعرض أوبرالي ضخم بعنوان “صفاقس المقاومة” سيضم نخبة من الفنانين.

وسيتم إطلاق الاحتفالات بالمدينة بحضور عدد من أعضاء الحكومة والوزراء العرب. وستنتصر الاحتفالية لثقافة الحياة والفن على حساب ثقافة العنف والتطرف.

وتنطلق التظاهرة بمدنية صفاقس الواقعة جنوب البلاد باحتفال ضخم يحضره عدد كبير من الضيوف العرب من بينهم وزراء الثقافة بعدة دول.

وتأمل السلطات التونسية في أن تتمكن مدينة صفاقس الواقعة على بعد 270 كيلومترا جنوبي العاصمة تونس من خطف الأضواء وتحقيق إشعاع إقليمي وتقديم موروثها الثقافي الثري.

وقالت سنية مبارك وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية في مقابلة بمكتبها قبل ساعات من بدء الاحتفالية إن المهرجان سيكون مميزا في دورته بصفاقس لأن الأنشطة لن تقتصر على المسارح مثلما كان الأمر في عدة دول بل ستخرج أيضا للساحات والشوارع والأماكن الأثرية والمسارح.

ومضت تقول “ما يميز تظاهرة صفاقس أنها ستكون مفتوحة في الشوارع والساحات حيث ستقام العديد من العروض الشبابية في الرقص والرسم والغناء إضافة إلى حافلات متنقلة تقدم عروضا سينمائية”.

وأضافت أن الاحتفالية التي تأمل السلطات أن تكون واجهة للثقافة التونسية ستجري فعالياتها في مناطق محافظة صفاقس ولن تقتصر على المركز.

وتتضمن الاحتفالية مشاريع بيئية ومشاريع بنية تحتية مثل تهيئة المدينة العتيقة بصفاقس لتصبح أيضا قطبا ثقافيا بعد أن ظلت لعقود مركزا تجاريا.

وكانت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألسكو) أعلنت في 2014 اختيار صفاقس عاصمة للثقافة العربية في إطار برنامج العواصم الثقافية الذي يهدف إلى النهوض بالثقافات العربية الوطنية وتسليط الضوء على المخزون الإبداعي والمقومات الخاصة لكل بلد.

وصفاقس هي ثاني أكبر المدن التونسية وعرفت حديثا بأنها عاصمة الجنوب التونسي والعاصمة الاقتصادية لتونس. وتمتد سواحلها المطلة على البحر المتوسط لمسافة 235 كيلومترا.

وبعد أن تسلمت الشعلة في ابريل/نيسان من مدينة قسنطينة الجزائرية ستحتضن صفاقس التونسية احتفالات فنية كبرى تتواصل حتى الربع الأول من عام 2017.

وسيتم تنظيم 18 ندوة فكرية وستة معارض فنية كبرى إضافة إلى ثمانية مهرجانات موسيقية بحضور حوالي ألف ضيف عربي. وتنظم أيضا أنشطة عربية للشعر وثلاث أنشطة مسرحية إضافة لورش رسم الغرافيتي.

وقالت مبارك – وهي مغنية معروفة في تونس والعالم العربي قدمت عروضا في عديد من المسارح العالمية – إن “تونس ستثبت أن ثقافة الحياة هي التي تنتصر في الأخير وأن لا مستقبل لثقافة العنف والتطرف” مضيفة أنها مقتنعة بأن بالفن والثقافة يمكن هزيمة الإرهاب.

ومضت تقول إنها منذ تولت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث قبل خمسة أشهر بدأت خططا لتجهيز كثير من دور الثقافة في المناطق الداخلية والأحياء الشعبية لنشر المنتجات الثقافية في كل مكان وكي تكون الثقافة حصنا حصينا ضد الإرهاب الذي يجد أرضية خصبة في المناطق المهمشة التي تفتقر لثقافة الفن والحياة.

وقالت مبارك في المقابلة إن مدينة الثقافة – وهو مشروع ضخم تعطل إنجازه منذ انتفاضة 2011 – ستكون في النصف الثاني من العام المقبل بعد أن قطعت الأعمال شوطا متقدما.

ومدينة الثقافة مشروع كان أطلقه الرئيس السابق زين العابدين بن علي لكن بعد أن أطاحت به ثورة 2011 تعطل المشروع لعدة أسباب من بينها شبهات فساد وتعطل رصد موارد إضافية.

وقالت الوزيرة “نسبة تقدم الأشغال بلغت 70 بالمئة ونتوقع أن تكتمل بشكل نهائي في أكتوبر/تشرين الأول 2017 ليتحقق هذا الحلم الذي تعطل لسنوات”.

وذكرت أن مدينة الثقافة الواقعة في قلب العاصمة وتطل على شارع محمد الخامس الرئيسي ستمتد على أربع هكتارات وستضم مسارح ضخمة من بينها أوبرا تتسع لحوالي 1800 مقعد إضافة لدار للفنانين وقاعات سينما وعروض ومتحف للفنون المعاصرة.

وتبلغ تكلفة مشروع مدينة الثقافة حوالي 40 مليون دولار.

وقالت مبارك إن الوزارة ستمضي قدما في دعم المهرجانات التونسية وخصوصا الثقافة السياحية التي تمنح تونس مزيدا من الإشعاع في الخارج مضيفة أن “مهرجان الجم للموسيقى السيمفونية” أصبح مهرجانا له صيت ذائع في الخارج ويساهم في دعم تونس كوجهة سياحية.

مقالات ذات علاقة

دار الشروق تصدر أول أعمال الأسير أيمن الشرباتي

المشرف العام

الحرف والكلمة

سامر سالم أحمد (سوريا)

قراءة في قصيدة كوليـرا (3 ـ 4)

إشبيليا الجبوري (العراق)

اترك تعليق