من أعمال التشكيلية الليبية .. خلود الزوي
قصة

قصص مهرجان حلب العاشر للقصَّةِ القصيرة جدًّا.

من أعمال التشكيلية الليبية .. خلود الزوي
من أعمال التشكيلية الليبية .. خلود الزوي

‏عَزْفٌ‬

يَتَأَبَّى اللَّحْنُ عَصِيًّا على عَازِفِ النَّاي ..

يَتَرَشَّفُهُ ..

يَشْرُقُ بِالْكَلِمَاتِ ..

تَمْتَلِئُ أَعْمَاقُهُ هَوَاءً ..

تَتَكَوَّرُ بَطْنُهُ .. يَنْتَفِخُ ..

يَنْفَجِرُ اللَّحْنُ سَيْلاً ..

يُغْرِقُ السَّامِعِينَ ..

يَنْتَشُونَ بِهِ ..

يُصَفِّقُونَ لَهُ ..

قَبْلَ صَحْوِهِمْ عَلَى مَوْتِ العَازِفِ..!

اجدابيا/ 5/7/2015

‫خَيَالٌ‬

يُوقِظُنِي خَيَالٌ رَمَادِيٌّ يُشْبِهُنِي ..

يَحْتَضِنُنِي ..

يُنَادِينِي: اِسْتَيقِظْ أَيُّهَا الغَرِيبُ ..!!

أَسْأَلُهُ: مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الغَرِيبُ..؟

أَنْتَ .. أَنْتَ ..

أَنَا .. أَنَا ..

………………..

كَأَنَّنِي أَحْتَضِنُ مِرْآةً .. كَأَنَّنِي أَحْشُو سَمْعِي صَدًى ..

أَسْتَيقِظُ.. أَجِدُنِي مُحْتَضِنًا الخَيَالَ ..

مُنْصِتًا لِلصَّدَى ..!

اجدابيا/15/6/2015

‏هُبُوطٌ‬

المَرْأَةُ صُورَةٌ عَلَى جِدَارٍ ..

الرَّجُلُ جُثَّةٌ عَلَى سَرِيرٍ ..

لِوِحْدَتِهِ يُوقِظُهَا شَخِيرُهُ..

اِبْتِسَامَتُهَا ضَوْءٌ مُرَفَّهٌ ..

ظِلُّهَا يَحْتَلُّ نِصْفَ السَّرِيرِ ..

فِي الرَّجُلِ يَسْتَيقِظُ رَجُلٌ ..

مِنَ اللَّوْحَةِ تَهْبِطُ الأُنْثَى ..

كَائِنٌ بَشِعٌ يُقَدِّمُ لَهُمَا سَلَّةَ تُفَّاحٍ ..

وَيَدْعُوهُمَا لِلْهُبُوطِ ..!

اجدابيا /23/5/2015

‫تَشَكُّلٌ‬

تَرْسُمُنِي ..

فِي لَوْحَتِهَا يَتَكَوَّنُ وَجْهِي ..

أَتَشَكَّلُ ..

كُلَّمَا اقْتَرَبَتْ فُرْشَاتُهَا مِنْ قَلْبِي نَبَضَ ..

كُلَّمَا لامَسَتْهُ أَنَامِلُهَا اِنْتَفَضَ ..

حِينَمَا تَتَوَقَّفُ نَشْهَقُ مَعًا ..

هُنَاكَ فِي البَعِيدِ ..

أُفَتِّشُ عَنْ قَلْبِي .. عَنِّي ..

يَأْتِينِي صَوْتُهَا ..

أَشْعُرُ بِقَلْبِي يَعُودُ إِلَيَّ .. نابِضًا خِلالَ مُوسِيقَا صَوْتِهَا ..!!

البيضاء/ 19/5/2015

‏تَسَاقُطٌ‬

يَتَثَاءَبُونَ بِبَلاهَةٍ ..

تَنْفَتِحُ أَفْوَاهُهُم بِبَشَاعَةٍ ..

تَنْدَفِعُ مَنْهَا رَوَائِحُ كَرِيهَةٌ ..

………………………….

يَصْرَعُهُم النُّعَاسُ وَاحِدًا وَاحِدًا ..

يَتَدَاعُونَ شَاخِرِينَ ..

مِنَ اللَّوْحَةِ يَسْقُطُ النِّيَامُ..

يَتَوَقَّفُ الشَّخِيرُ الفَظِيعُ..

تَصْفُو اللَّوْحَةُ مِنْهُمْ..

تَأْتَلِقُ فِيهَا حَدَائِقُ وَارِفَةٌ ..

اجدابيا 20/4/2015

‏وَجْهَانِ‬ ..

فِي فِنْجَانِهَا وَجْهُهُ ..

فِي فِنْجَانِهِ وَجْهُهَا..

تَتَلَكَّأُ وَهْيَ تُحَاوِلُ اِحْتِوَاءَهُ ..

يَرْتَبِكُ وَهْوَ يُحَاوِلُ اِحْتِسَاءَهَا ..

يَبْرُدُ الفِنْجَانَانِ ..

تَسْتَعِرُ أَعْمَاقُهُمَا ..

دَمْعَةٌ حَرَّى عَلَى وَجْنَتَيْهَا..

دَمْعَةٌ سَاخِنَةٌ فِي مَحْجَرَيْهِ..

يَحْمِلُ النَّادِلُ الفَنَجَانَيْنِ..

وَجْهَاهُمَا عَلَى لَمَعَانِ الطَّاوِلَةِ..

فِي اسْتِدَارَةِ الْمِزْهَرِيَّةِ ..

…………………….

…….. وَيَخْفَتُ الضَّوْءُ .. !

اجدابيا /2/3/2015

‏سُقُوطٌ‬

تَسْقُطُ التُّفَّاحَةُ ..

تَرْتَفِعُ الشَّجَرَةُ إِلَى أَعْلَى ..

تَحْتَ ظِلِّهَا يَصْطَرِعُ آدَمُ وَنُيُوتُن ..

عَلَى ظِلِّيهِمَا تَقِفُ حَوَّاءُ شَجَرَةً سَامِقَةً..

سَاخِرَةً مِنِ احْتِمَالاتِ السُّقُوطِ..!

اجدابيا / 18/2005

‏طَرْقٌ‬

مِنَ النَّافِذَةِ تَتَسَلَّلُ يُمْنَايَ خَارِجًا ..

تَطْرُقُ بَابِيَ الْمُوصَدَ ..

تَفْتَحُ لَهَا يُسْرَايَ ..

تَتَصَافَحَانِ ..

يَقِفُ الْبَابُ حَائِرًا ..

أَقِفُ خَلْفَهُ مُتَسَمِّرًا ..

أَسْتَرِقُ النَّظَرَ خَارِجًا ..

أَرَانِي وَاقِفًا أَمَامَهُ هَامًّا بِأَنْ أَطْرُقَهُ عَلَيَّ ..

مُتَأَهِّبًا لأَنْ أَفْتَحَ لِي ..!!

اجدابيا/ 2/2/2015

‏فَرَارٌ‬

سَئِمَ فَشَلَ فَزَّاعَاتِهِ فِي حِمَايَةِ حُقُولِهِ، فَأَلْبَسَهَا مَلابِسَ دَاعِشِيَّةً ..

مُنْذَاهَا..

فَرَّتِ العَصَافِيرُ بَعِيدًا عَنِ الحُقُولِ؛ بينما اِحْتَلَّتْ سَمَاءَهَا طُيُورٌ قِصْدِيرِيَّةٌ ظَلَّتْ تَنْفُثُ فِي
فَضَائِهَا دُخَانًا أَسْوَدَ خَانِقًا ..!!

اجدابيا / 12/1/2016

‏أَطْرَافٌ‬ …

رَكَّزَ بَصَرَهُ مُتَابِعًا بِاهْتِمَامٍ مُؤتَمَرًا صَحِفِيًّا لِلْمَسْؤُولِ الأُمَمِيِّ:
يَنْدَلِقُ فِي كُرْسِيِّهِ الوَثِيرِ حَاشِرًا جَسَدًا مُنْتَفِخًا..
يَنْفُثُ سَحَابَةً عَفَنَةً ..
يَغْرِسُ حِذَاءَهُ فِي وُجُوهِ مُتَابِعِيهِ ..
يَتَنَحْنَحُ : ” … سَيَكُونُ حَلٌّ يُرْضِي جَمِيعَ الأَطْرَافِ ..”
………………………………………
ضَمَّ بِبَصَرِهِ أَطْرَافَهُ المُقَطَّعَةَ، وَانْهَمَرَتْ عَيْنَاهُ !؟

اجدابيا / 30/12/2015

مقالات ذات علاقة

العِقْد…

أحمد يوسف عقيلة

مدير مدرسة نموذجي

إبراهيم حميدان

قصة قصيرة من قصص العرفان.. كلمات من عالم الصمت الابدي

أحمد إبراهيم الفقيه

اترك تعليق