# الفَرَاشَاتُ وَالنَّحْلُ وَالْحَمَائِمُ وُفُودُ الْغَيْمِ وَالأَقْمَارِ وَالشُّمُوسِ .. لِتُبَايِعَ الشَّاعِرَ مَلِكًا مُتَوَّجًا عَلَى عَرْشِ الْقَصِيدَةِ.
# مُتَحَامِقًا أَنْشَدْتُ صَغِيرَتِي قَصِيدَتِي .. عِنْدَ قَلْبِهَا الشَّاعِرِ تَكَدَّسَتِ الْقَصَائِدُ مُنْصِتَةً لِلَغْوِهَا شِعْرًا فَارِهًا .. اِسْتَمَعَتْ لِقَصِيدَتِي وَنَابَزَتْنِي بِضِحْكَاتِهَا الْقَصَائِدِ الْعَذَارَى.
# مِنْ قَلْبِي تَنْزِفُ قَصِيدَتِي بِكْرًا .. تَتَهَادَى إِلَى قَلَمِي .. ثُمَّ تَنْدَى إِلَيْكُمْ ..
# عَلَى رُؤُوسِ مُحَبِّيهِ يَنْثُرُ الشَّاعِرُ قَصَائِدَهُ .. تَطِيرُ حَمَائِمَ .. تَسْتَقِرُّ فِي السَّمَاءِ غُيُومًا .. يَنْظُرُ إِلَيْهَا .. تَبْتَسِمُ لَهُ .. تُحَيِّيهِ .. يُوَدِّعُ مُحِبِّيهِ بَاسِمًا .. وَيَطِيرَ خَلْفَهَا ..
# كُلَّ صَبَاحٍ كَانَ يَهْبِطُ علَى أَنَامِلِهِ سِرْبُ حِمَائِمَ تَلْتَقِطُ الْحُبَّ .. تَهْدِلُ لَهُ .. تُغَنِّي مَعَهُ، وَتَشْهَدُ مَطْلَعَ الإِلْهَامِ مِيلادَ قَصِيدَةٍ ..
# لَيْسَ ثَمَّةَ شُعَرَاءُ … الْحُبُّ هُوَ شَاعِرُ الْحَيَاةِ الأَكْبَرُ..
# الْقَصِيدَةُ لا تَكْتَمِلُ .. الأَذْهَانُ الْكَسِيحَةُ تَعْجَزُ عَنِ اسْتِقْرَاءِ وَجْهِ تَمَامِهَا..
# يَشْطُبُ الشَّاعِرُ عُمْرَهُ الْمَغْشُوشَ لِيُولَدَ في الْقَصِيدَةِ مُخَلَّدًا..
# اِسْمُهُ: شِاعِرٌ ..
مَكَانُ مِيلادِهِ: الْقَصِيدَةُ.
هِوَايَتُهُ: اِصْطِيَادُ الْمَعَانِي الْعَصِيَّةِ .. وَتَقْيِيدُ اللَّحَظَاتِ الْمُتَوَهِّجَةِ.
عَمُلُهُ: التَّرْوِيجُ لِلْجَمَالِ، وَالدِّعَايَةُ لِلْحَيَاةِ .. وَتَسْوَيقُ الدَّهْشَةِ.
# قَصِيدَتِي مَنْفَايَ الْحَصِينُ .. فَلا تُخْبِرُوا السَّجَّانَ إِلَى أَيْنَ أَهْرُبُ، وَأَيْنَ أُخَبِّئُ كُنُوزَ حُرِّيَّتِيَ الْحَمْرَاءِ ..!!
# قَلْبُ الشَّاعِرِ طِفْلٌ يُرَاقِصُ الآنَ الْقَصِيدَةَ .. يَدُوسُهَا بَعْدَ لَحْظَةٍ .. وَيَشْرَعُ فِي مُرَاقَصَةِ أُخْرَى .. وَأُخْرَى .. وَأُخْرَى …
# بِشَرَاسَةٍ هَاجَمَتْنِي الْقَصِيدَةُ .. لَمْ أَدْرِ أَيْنَ وَضَعْتُ أَقْلامِي ..!؟
# رَاقَبُوا لَحْظَةَ طَلْقِهَا .. فَوُلِدَتِ الْقَصِيدَةُ مُحْتَشِمَةً ..
# يُغَالِبُنِي وَجْهُ الْقَصِيدَةِ؛ فَكُلُّ مَسَاحِيقِ التَّجْمِيلِ تَفْشَلُ فِي جَعْلِهِ أَجْمَلَ مِنْ جَمَالِهِ الأَصِيلِ، لِذَا سَأَتْرُكُهُ هَكَذَا، وَجْهًا لِقَصِيدَةٍ، أَوْ قَصِيدَةً لِوَجْهٍ ..
# لأَسْتَنْهِضَ يَنَابِيعَ النُّورِ، أَكْتُبُ قَصِيدَتِي فِي الْعَتَمَةِ ..!
# يَتَثَاءَبُ قَلْبُ الشَّاعِرِ، تَجْرِي أَنْفَاسُهُ بَحْرَ نَسِيمٍ، تُطْلِقُ حُرُوفُهُ مُظَاهَرَةَ ضِيَاءٍ، تَصْنَعُ كَلِمَاتُهُ كَوْنَ مَحَبَّةٍ، تَبْنِي قَصَائِدُهُ وَطَنَ عَصَافِيرَ ..
# أُرِيدُ أَنْ أُنْجِزَ قَصِيدَتِي، فِيمَا يَنْوِي النَّوْمُ أَنْ يَكْتُبَ فِي عَيْنَيَّ قَصِيدَتَهُ..
# أَغْمَضْتُ عَيْنَ الْقَلَمِ، فَانْفَتَحَتْ عَيْنُ الْقَصِيدَةِ ..
# أَيَّتُهَا الْغَابَاتُ، مَزِيدًا مِنَ الْوَرَقِ ؛ فَالْقَصَائِدُ تُسْونَامِي لا يَتَوَقَّفُ ..!
# نَفَدَتْ قُصَاصَاتِي، وَلا يزَالُ نَهْرُ الْقَصِيدَةِ يُطَالِبُنِي بِمَجْرًى مِنْ حَرِيرٍ وَأَزَاهِرَ ..
# أَيُّهَا الشِّعْرُ الَّذِي أَقْرَأُهُ بِأَعْمَاقِي، وَأَفْهَمُهُ بِقَلْبِي، يَا ثُرَيَّاتِ الْعِطْرِ، وَزَوَابِعَ النَّشِيدِ الشَّجِيِّ، وَحِزْبًا مِنْ أُمْنِيَاتٍ وَعَصَافِيرَ، وَدَرْبًا مِنْ نُجُومٍ وَأَزَاهِرَ، وَنَشِيدًا مُرَصَّعًا بِشَذَا الرَّيَاحِينِ..
# تَهْبِطُ الْقَصَائِدُ عَلَى قَلْبِي، فَتُرَفْرِفُ فِيهِ الْمَوَاعِيدُ الطَّارِئَةُ، الْمَوَاعِيدُ الطَّرِيَّةُ ..!
# الْقَصِيدَةُ عُصْفُورٌ مَقْرُورٌ، فَلا بُدَّ من عُشِّ قَلْبٍ يَتَغَشَّاهُ دِفْئُهُ ..
# يُمْكِنُنِي أَنْ أَبِيتَ خَارِجَ اللُّغَةِ، أَنْ أَقِيلَ خَارِجَ الْقَصِيدَةِ لَوْ طَرَحْتُ هَذَا الْقَلْبَ عَنِّي.!!
# يَضِيقُ الْعَالَمُ بِالشَّاعِرِ .. فَتَتَّسِعُ الْقَصِيدَةُ لَهُ ..
# لا بَيْتَ لِشَاعِرٍ مَسْكُونٍ بِكَوْنِ جِرَاحٍ إِلاَّ حِضْنُ قَصِيدَةٍ.
# كَانَ اللَّيْلُ قَصِيدَةً .. وَكَانَتِ الْقَصِيدَةُ قَمَرًا ..
# أَتَوَضَّأُ لِلْقَصِيدَةِ .. أُقِيمُ صَلاتَهَا فِي مِحْرَابِ النُّورِ ..!
# أَنْفُخُ فِي الْهَوَاءِ قَصِيدَتِي .. تَنْطَلِقُ خَلْفَهَا الْحَمَائِمُ وَالْعَصَافِيرُ وَالْفَرَاشَاتُ لِتَلُمَّ شَذَاهَا، وَرَعَشَاتِ الضَّوْءِ فِيهَا.. تَتَعَقَّبُهَا النَّحْلاتُ امْتِصًاصًا لِلْعَسَلِ ..
# بَيْنَ جَعْجَعَةِ الْقَصِيدَةِ وَطَحْنِ الْمَعَانِي، يَتَشَيَّأُ الشَّاعِرُ رُوحًا مِنْ نُورٍ وَدُعَاءٍ ..
# سَأَسْتَغِلُّ هَذَا الصَّمْتَ لأَنْفُضَ ضَوْضَاءَ الْقَصِيدَةِ ..
# كَفِّي تَتَعَرَّقُ عِطْرًا وَشِعْرًا .. فَعَلَى بَابِ الْقَلْبِ قَصِيدَةٌ .. عَلَى مَشَارِفِ الرُّوحِ حَبِيبَةٌ .. عَلَى حَافَةِ اللَّحْنِ أَنْفَاسُ أُنْثَى .. وَعِنْدَ بَوَّابَةِ الْوَجْدِ آهاتُهَا .. ضَحَكَاتُهَا .. حَكَايَاهَا ..
# تَوَسَّدْتُ وَرْدَةً وَنِمْتُ .. صَحَا عِطْرُهَا وَوَشْوَشَنِي: أَرْجُوكَ، لا تَمُتِ الآنَ .. لا تُمِتْ قَلْبَ الشَّاعِرِ فِيكَ .. عَانَقَنِي، دَلَقَ في أَحْلامِيَ الْمُسْتِيْقَظَةِ أَرْطَالاً مِنَ الشَّذَا .. أَكْدَاسًا مِنَ الْبَوْحِ .. وَسِيرَةَ أَغَانٍ صَبِيَّاتٍ ..
______________________
#من_شذراتي_عنِ_الشعر_الواردة_في_كتبي_الشذريَّة:
* حدث في مثل هذا القلب ..
* ربيعٌ على جناحي فراشة ..
* لذاذاتٌ على شفة الرحيقِ..
* مفخَّخٌ الهواء بكِ.