اُختتم يوم الاثنين فعاليات «مهرجان طرابلس العالمي» في دورته الثالثة، الذي كان برعاية الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون وجمعية «الميعاد» للثقافة والفنون والنادي الليبي للرحلات السياحية ، المهرجان بدأ يوم الثامن من أكتوبر واستمر لمدة خمسة أيام متتالية، وقد كان المهرجان حدثًا ثقافيًّا وفنيًّا وتراثيًّا شكَّل فسيفساء المشهد الثقافي الليبي، الذي تمتاز به العاصمة.
حرص القائمون على هذا الحدث المهم على الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة لتشكِّل لوحة متكاملة من النجاح، منذ الافتتاح الذي كان بعرض للسيارات الكلاسيكية، التي تجاوز عددها 50 سيارة انطلقت من أمام فندق «الودان» تحمل كبار الضيوف والزوار، ليحط بهم الرحال داخل قصر الملك «الخلد»، المكان الذي احتضن كافة الفعاليات طوال فترة المهرجان، لتكون اللجان المشرفة والمنظمة في استقبالهم واصطحابهم في جولة داخل أروقة المكان الذي يحتوي عدة قطع أثرية يصنَّف بعضها الأندر عالميًّا، التي تجسِّد الحضارات التي مرَّت على ليبيا.
كما كانت هناك عدة كلمات ترحيب من قبل الجهات الراعية والمنظمة توجهوا بها للحضور والمشاركين ،جمعيات المجتمع المدني كانت حاضرة هي الأخرى من خلال عرضها كثيرًا من المشغولات اليدوية لبعض الموروث الليبي بصفة عامة، أما كلية الفنون والإعلام فكان لها دورها الفاعل والمميز من خلال معرض للصور الفوتوغرافية وآخر للفنون التشكيلية من خلال الطلبة، الذي كان مبشِّرًا بميلاد جيل جديد مبدع في مجالي التصوير والتشكيل .
كذلك كانت هناك مشارَكات للبحرية الليبية من خلال عروض لأفلام وثائقية متعلقة بالبحرية، أما جمعية «الحفاظ على الشجرة» فكانت حاضرة من خلال بعض الندوات التثقيفية التوعوية عن أهمية الأشجار ودورها في البيئة المحيطة بنا وكيف إنه لو تبرَّع كل مواطن بزرع شجرة في العام سنتجه نحو بيئة صحية وخالية من التلوث، بالإضافة للناحية الجمالية التي تضفيها على جمال المدينة.
الفنون الشعبية هي الأخرى كانت حاضرة وبقوة منذ انطلاق فعاليات المهرجان وتمثلت في مشارَكة فرقة «أبناء العجيلي للزكرة»، وعروض أزياء للتراث الليبي من كافة المناطق الليبية مثل طرابلس وبنغازي والجنوب ومعرض للأدوات التراثية الأمازيغية ومعرض التمور، كما كانت هناك عروضٌ لعملين مسرحيين أحدهما أمازيغي والآخر بعنوان «الوصية» إخراج وتأليف عبد الحفيظ أبو سبولة وكلاهما من إنتاج الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون.
وضمت ليالي المهرجان عروضًا لفرقة الفنان حسن عريبي للمالوف والموشحات بقيادة ابنه الفنان يوسف عريبي، كما كانت هناك حفلات غنائية أحياها الشاب أيوب العربي ، محبو المغامرة والتشويق كان لهم نصيبٌ ضمن فعاليات المهرجان من خلال سباق الرالي والدفع الرباعي .
تحية تقدير
بعيدًا عن أهمية مثل هذه المهرجانات في نشر الثقافة والفن ومواجهة العنف والتطرف، فقد حرص الأستاذ محمد البيوضي مدير الهيئة العامة لسينما والمسرح والفنون أن تكون كل الشرائح والفئات العمرية مشارِكة ضمن هذا المهرجان وذلك من خلال دعوات رسمية وُجِّهت لدور الأيتام والمسنين والعجزة، الذين هم جزء مهم من نسيج المجتمع فكان لهم موعدٌ مع الفرح من خلال حضور الفعاليات .