الصغير الحداد
تعتبر أطلال مدينة قرزة من أهم المعالم الأثرية الموجودة في ليبيا، وهي ﺬات صبغة محلية متأثرة بالأساليب والطرز المعمارية السائدة في أواخر العصر الهلينستي، كما أنَّ الأضرحة نفسها تخصُّ شخصيات ليبية، حيث عُثر على اسمي «نميرا» و«ناصيف» منقوشيْن على الضريح الرئيسي بالمقبرة الشمالية.
وكان اعتماد سكان مدينة قرزة على زارعة الأرض التي منحتها لهم الحكومة الرومانية، إذ قدَّمت لهم بعض المساعدات مثل الحيوانات والبذور، ويقومون هم بحرث الأرض وزراعتها.
واستغل سكان مستوطنة قرزة ظروف البيئة المحيطة، فاعتمدوا في حياتهم على زراعة مجرى الوادي المتسع، واستغلوا الأودية خير استغلال، وذلك بإنشاء سدود عرضية في المجرى، فتمكَّنوا من زراعة الحبوب والخضراوات والأشجار المثمرة، مثل النخيل والكروم والتين والرمان والزيتون وغيرها من الأشجار الأخرى.
ووُجدت هذه الأنواع من الأشجار على منحوتات قرزة التي توجد لها قاعة عرض خاصة في متحف السراي الحمراء.
واستخدم السكان صهاريج كبيرة لتخزين مياه الأمطار، إضافة إلى أنَّهم اعتمدوا على الرعي، ويبدو أنَّ المنطقة كانت تعتبر من المراعي المهمة، حيث كثرت بها الحيوانات المستأنسة مثل الأبقار والجمال والغنم والماعز، وكذلك الدواجن والطيور، وصُوِّرت هذه الحيوانات على أضرحة مدينة قرزة، كما اعتمدوا أيضًا على الصيد، وأعفتهم السلطات من الضرائب نظير الدفاع عن تخوم المدن الطرابلسية ضد هجمات القبائل المُغِيرة.
مباني قرزة
أما عن أبنية مدينة قرزة فهي تحتوي على 38 مبنى كبيرًا يوجد حولها بعض الأكواخ الصغيرة.
كانت هذه المباني خاصة للسكن باستثناء ثلاثة منها لم يُعرف على وجه التحديد الغرض من بنائها واستعمالها، أما العدد الأكبر من هذه المنازل فكان عبارة عن منازل صغيرة تتكوَّن من حجرة أو حجرتيْن.
وبالنسبة للمباني الكبيرة، فكانت تحتوي على عدد كبير من الحجرات يصل عددها ما بين 10 و12 حجرة منتظمة حول فناء متوسط مكشوف. ولا تزال بعض هذه المباني تصل جدرانها إلى كامل ارتفاعها حتى الآن، وتصل في بعض الأحيان إلى ثلاثة طوابق.