عصام الزبير
الأغرب في الصحافة العربية إنها تتعاطى مع الأحداث بحكم رؤيا الدولة التي هي موجودة فيها خوفا من المصادرة أو أن بعض الأقلام التي تكتب فيها هي مخترقة من السلطة أو من الدول الأخرى لتزين الصورة مقابل دراهم معدودات والأمر الغريب انك عندما تتحدث معها هؤلاء المخترقيين يعطوك درسا في الكرامة والوطنية وأنت تنظر إليه كالباحث عن سراب .
أي صحافة تمول من دول أخرى بل حتى أجنبية تشرى في سوق النخاسة بأقل الأثمان تبيع وطنها وشرفها والميثاق الصحفي وتتدعي نوعا من الحرية في تبجح وحركات بل ومشية تبخر كالطاووس.
لا نقل كل الأقلام فهناك أقلام شريفة وصحف شريفة تعاني الإفلاس والإغلاق بينما تتزين الصحف المشوهة بالإعلانات وكلمات السلطة والخطابات ولا عجب أن هؤلاء الصحافيين غير محترمين من قبل مشتريهم فهم يدعون بالطائرات في الكراسي الأمامية ويقيمون في الفنادق الضخمة ويعطى لهم المكافآت الكبيرة تم يهملون ولا يعبأ أي احد بهم إلا إذا حدث طارئ فهناك المتعاقدون والمقاولون الذين يأتون بهم بأسرع من عفريت.
فلوس تحذف هنا وهناك وشعب فقير لا يلقى ما يقتات ومفكرين ومثقفين لا يبحثون إلا على ما يملئ جيوبهم في تحدي للشعب وللحرية وللميثاق الإعلامي الشريف.
هؤلاء يا سادة لا يجلسون مع أسيادهم بل ولا يأكلون معهم يبقون في الخارج كالحراس تحذف إليهم البيانات والتوصيات والخطابات والتصريحات فيجتهدون عليها للحصول على مبلغ اكبر يرجعون الى العصر العباسي ويمتهنون المدح والفخر ويزدادون تألقا بأدبيات العصر الأندلسي وعندما تتأخر عليهم المبالغ أو المهيات تراهم يلجئون إلى العصر الأموي ليحصلون على الخبرة في الدم والهجاء.
سوق الصحافة أضحى رخيص وهناك من حقيبته على أسرع ما يكون مستعد أن يترك بيته وأهله ووطنه ويكون بوقا للآخر
فأي صحافة تريدون نقرأ وأي أدوات إعلامية سنتناولها وأي شخصيات إعلامية تقودنا اللهم إلا إلى الأسفل نسأل الله السلامة
تأملوا الواقع جيدا ولا تقولوا متشائما فحتى على الفضائيات إذا رجعتم سنوات وسنوات سترون التقلب والتغيير في الآراء كرمال عيون اليورو والدولار على لسان أخوتنا اللبنانيين.
نتمنى ونطمح أن نرى تغيرا يهز وزارات الإعلام العربية وتحطم كراسي نقابات الصحافة الوهمية وترجع الصواب لمن أخطى فالوطن أقدس من كل شيء والكلمة مقدسة وفي الخير صدقة فهل هناك من يعي.
12.11.2009