حاوره: يزيد الحبل
نصر محمد العنابي فنان تشكيلي ومصور فوتوغرافي منذ نعومة أظافره وهو يرى الكاميرا أمامه بين يدي والده فتأثر بها، وما أن بلغ صباه واشتد عوده وأخذ يجرب بنفسه ممارسًا هذه الهواية ومتعلقًا بها حتى أصبح يافعًا فبحث عن التطوير الذي ليس له حدود جغرافية من أجل التزود بما عشقه في فنون التصوير وابتكار الأساليب المتنوعة، إلى أن أصبح من المشجعين لهذه الهواية التي هي مهنته وما زال الأمل يحدوه لتطويرها أكثر فأكثر.
وعن بداية علاقتهِ بالتصوير يقول: «البدايات منذ الطفولة نظرًا لنشأتي في بيت فني يهوى جميع الفن التشكيلي والتصوير بالفطرة والفرشاة والكاميرا شيء أساسي في بيتي».
بمن تأثرت في هذا المجال؟
تأثرت بالمحيط العائلي بالدرجة الأولى وأيضًا لوجودي في أجواء تحفز وتساعد على الإبداع مثل الطبيعة والآثار التاريخية وكذلك كانت هناك دور للثقافة مثل دار الثقافة بـ«شحات» في السبعينات والثمانينات في القرن الماضي كانت توفر لي بعض الأجواء والمعرفة في هذا المجال.
التصوير له مجالات واسعة أي المجالات ترى نفسك فيها؟
أرى نفسي أميل إلي «اللاند سكيب» الطبيعة نظرًا لقربها مني وسحرها وجمالها وربما التصوير ورسم اللوحات الفنية يجعلك تحتفظ بها في بيتك, مع عدم إهمال أنواع التصوير الأخرى مثل التصوير الليلي والرياضي وتصوير النجوم والتجريد وغيرها.
الخبرات العالمية في مجال التصوير أين أنت منها؟
أرى أنني ما زالت أتعلم وأتطور وكل يوم هناك جديد في التصوير، لذلك لا يمكن لأحد أن يدعي بأنه ذو خبرة في مجاله ولكن ما إن تتوقف خبرته في أن يلتقط صورة واضحة فقط ويقف عندها سوف يتجاوزه التطور وعندها تتوقف خبرته.
طموحك إلى أين في مجال التصوير الفوتوغرافي أو الفيديو؟
الاثنان معًا، ولكن أميل إلي التصوير الثابت لأنه أقرب إلي الفن التشكيلي في عمل اللوحات الفنية وأسرع وأكثر انتشارًا.
يُقال إن الصورة شاهد إثبات كيف ذلك؟
الصورة هي عبارة إيقاف لحظة من الزمن والتاريخ ليأتي بعدنا بسنوات ليرى تلك اللحظة ويعيشها من خلال الصورة وهذه أعظم رسالة نقدمها.
التصوير فن أم مهنة؟
هواية ولم تكن يومًا غير ذلك لي, ولكن هناك من يتخذها عملاً يعيش منه مثل الصحافة والمعامل.
هل للتصوير تأثير على الوجدان؟
نعم التصوير الفوتوغرافي الفني هو انعكاس لأحاسيس المصور وانفعالاته مثله مثل الفنان التشكيلي أو الشاعر, وهي أداة تعبير، كذلك المصور يتأثر بالمحيط وينعكس ذلك في أعماله مثل الطبيعة وغيرها.
يرى بعض الناس بأن في صورك بعض اللمسات الفنية وكثير يرى بأن لها علاقة كبيرة مع الطبيعة؟ بماذا ترد؟
نعم أنا بالدرجة الأولى محب ومتيم بالطبيعة ولها عشق عندي يفوق الوصف وربما بتصويري لها وتجميع صورها داخل البيت أراها في كل وقت جعلني أشعر بأني أمتلكها, وكنت أفعل ذلك في لوحاتي بالرسم ولكن ربما التصوير يمتاز بدخول التقنية وسرعة إنجاز العمل جعلني أتخلى عن الفن التشكيلي مكرهًا لعدم وجود الوقت الكافي وزيادة المشاغل وأمور الحياة.
بماذا تشعر وأنت تلتقط في بعض الصور الصباحية والمسائية من زاوية قال البعض عنها رائعة؟
الشعور جميل ومختلف، في الصباح يكون الشعور بالفرح والحيوية والنشاط وكذلك يجب أن تكون الصورة معبرة وترمز للصباح وأن كل ما نقوم به من عادات وأشياء تعودنا فعلها أو رؤيتها مثل فنجان القهوة وذهاب التلاميذ للمدارس أو شروق الشمس أو الزهور وهي مبللة بقطرات الندى، أما الغروب فيتغير الشعور وتتغير الألوان وتكون لحظات سكون هادئة حالمة تميل إلي الرومانسية والتأمل إلى قرص الشمس لحظة وتتدرج الألوان إلى أن تختفي تمامًا في الظلام تاركة الصورة الجميلة لتلك اللحظة، والزاوية متروكة للمصور ربما تكون الزاوية الصحيحة هي أهم عنصر من عناصر نجاح الصورة ولكن الحكم يكون للمشاهد بعد ذلك.
كلمتك الأخيــرة؟
مجال التصوير والفنون يُعاني عدم الفهم وذلك بسبب غياب وسائل تُعرف الناس بمدى أهميتها, أتمنى بأن يتم تسليط الضوء والتعريف بالمجالات الفنية وغيرهِ وأن نبتعد قليلاً عن صراع المال والسلطة التي جعلتنا ندور في فلكهِ مرغمين , مما تسبب في تسميم الأجواء وجعل الثقافة والفن بعيدين عن الساحة.
من هو العنابي؟
نصر إمحمد العنابي من مواليد 1966، حاصل على ليسانس آداب
وحصل على الترتيب الأول لمسابقة الأندية على مستوى الجبل الأخضر 2010 والترتيب الثاني على مستوى ليبيا بـ «غريان» العام 2010 وعدة مراكز أخرى في مسابقات محلية ومهرجانات.
وشارك العنابي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2013 ومهرجان الربيع الأول والثاني بمدينة شحات ومهرجان قوريني 2012 ومهرجان الألعاب التراثية بـ«شحات» 2013 ومجموعة معارض جامعة البيضاء 2014.
فهو عضو مؤسس لجمعية «السلفيوم» للتصوير وعضو مؤسس بجمعية أصدقاء قوريني وعضو بنقابة الفنانين بالجبل الأخضر.