– تأملتُ في النجمة
. . . . . . لم أفهم شيئاً ،
فاحتشدَ الدمعُ المُكابرُ
وسطَ الجلسة يُحيِّيك .
– استمعتُ بشغفٍ
لحكاية غرقٍ لرفاقِ صديقي الذي
نجا من البحر في الشمال معهم ..
دارت مع الكأس الحكاية ،
. . . . . ولم تُنسيني .
– خَبَّرنا أحدُهُم
إنها رَحَلتْ في المشفى
( روحُكَ ) الكانفة ،
وقال الصحبُ الذين لِتوهم وصلوا
أنك مُحتضراً ردمتَ الجسدَ الناشِف
في رمل النهاية ، ولم تخرج
روحُك ( الرطِبة ! ) .
***
– لماذا يستفيقُ الحُلمُ كُلما نامت المدينة ؟ ،
ولِمَ تركنا الصحاري
ولم نرتشف من نهل هيبتها / خيبتها
قطرةْ ؟.
– لماذا تركتَهُم ..
وكيف تأتى لكَ
أن تتأمر على الرِمال ؟ ،
تحنو على بِئرِكَ العكر الصغير
تحضُنكَ
لسبعةٍ وثلاثين صيفاً تفاصيلُ الريح ،
وتتدثر في شِتاءات البراري بعتمة الأثل ،
وكوخ الطين .
– . . . . . . . . . . . . ( العتمة ؟! ) ،
هل جنياتٌ
نحتتها أزاميلُ انزوائك رَعَتْ مشاغلكَ ؟ ،
أَم لاوعيُكَ
كيَّفَ حكاياكَ مع مناخات ( المنفى ) ..
– ……………. أهُوَ حقاً منفى ؟! ،
أم أنك عِشتَ مدائنكَ الأثيرة ،
وتركتنا نلوكُ العُمرَ بالعمر
على أرصفةِ قيظٍ وقلقٍ، وغُبار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أبوالمعارف : رجل من مدينة سبها جنوب ليبيا ، اتجه منتصف الستينات شمالاً الى أن وصل بلدة ” هون ” ، عاش فيها لفترة وجيزة ثم انتقل الى صحراء رملية شمال البلدة واستقر بها وحيداً منذ سنة 1964 الى أن توفي في 1 مايو سنة 2000 م .
هذه القصيدة من ضمن قصائد كتابي الأول ” ألسِنةُ الليل ” صدر سنة 2004 عن منشورات مجلة المؤتمر .